درس صادق وفطري ومشاعر تحمل كل مواصفات الهوية الوطنية الاردنية كان حديث احد جنود الجيش العربي من المرابطين على الحدود، هذا الدرس استمعنا اليه من هذا الجندي وكل رفاقه وهم يتحدثون لقناة المملكة امس الاحد .
هؤلاء هم من قدموا قبل ايام احد رفاق السلاح شهيدا ومعه ثلاثة جرحى في مواجهة مع محترفي التهريب للمخدرات وكل انواع المحرمات، وهم الذين يقضون كل ليالي البرد والثلج والصقيع في عربات الجيش ،وهم الذين يغيبون عن امهاتهم واباءهم واولادهم اسابيع طويلة.
ليست جديده تلك التضحيات فهي خلق الجيش منذ ان كان ،لكن الملفت تلك الكلمات العفوية التي صدرت من الجندي " الاردن ليس جنسيه او بطاقة هوية " وهو كلام يختصر كل حديث سياسي او فكري او تنظير للوطنية سواءا صدر ممن يؤمنون بالاردن او من الذين لايؤمنون به لكنهم يستعملون الاوراق الرسمية وربما يتصدرون في اوقات عديدة كثيرا من المشاهد والمنصات .
هذا الجندي يطلق ملخص الفكر الوطني في كلمات وهو في دبابته ،ويعلم ايضا انه في مواجهة عصابات تستهدف الاردن ،ويعلم ايضا ان رفاقا له قد ارتقوا شهداء عبر مراحل عديدة وهم يؤدون ذات المهمة الجليله.
صورة ابن الجيش وهو يصرخ بصدقه واردنيته ان الاردن ليس جنسية وليس هوية شخصية بل انتماء هي القانون الذي يصلح ان يكون حاضرا في عقل كل منا وخاصة اولئك الذين اعتلوا مواقع المسؤلية او يستعدون ليكونوا في مراحل قادمة باحزاب او برلمان .
شكرا للجيش الذي يعلمنا القيم الكبرى بدماء الشهداء ومعاناة الجرحى وبعفوية رجال ينامون في دباباتهم.