المائة الثانية للميلاد الاردني .. ورسالة الحنين من ماجدة!
هشام عزيزات
23-01-2022 04:49 PM
ارادت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، وقد حرمها الوباء من ان تكون عل خشبة مسرحها في لبنان اولا لاداء وصلة "طرب وميجنا" وحال الوباء نفسة ثانيا من ان تؤدي برفقة جوقة الكورال شعائر عيد الميلاد المجيد وتراتيله الكنسية بالاردن.
وامام وسمع ومشاهدة المحتفلين بالمناسبة فكان عليها ان تعوض ما فاتها وفاتنا جمعيا، برسالة حنين للاردنيين واعياد الـ 100 الثانية من عمر دولتهم، هي حكاية البطولة والمجد والانجاز فالابداع، في كل مناحي الحياة لتقول ارسل لكم بالطائر الميمون باقة من ود وامنيات بالسلام والامن والاستقرار في ارض السلام.
فتكون "رائعة الشرق" بلا منازع، ماجدة الرومي اللبنانية الاصل ولبنانها، بما فيه من اصالة وحضارة وفكر انساني، وعيش متقدم على غيره، من نماذج معاشه.. محضر عنف واقتتال، وسلم اهلي منزوعا من الانسانية.!
والمرفأ شاهد عيان، بنزفه والدمار الذي لف كل جنابته واشتعاله حد الرماد، وبلد انقسم على نفسه لغايات ارضاء امراض السياسة والمتناقضات الاجتماعية، ضاربة الجذور والحكم وازلامه في وادي يهيمنون وتراها بعفوية تنثر الفرح والحب على من حولها..
وتكون رسالة ماجدة الرومي، إلى عمان كعادتها وبها كل الحنان والطيبة، فحين يهب الحنين للعاصمة عمان، التي تحتفل، مع شقيقاتها الاردنيات، بالـ 100 الثانية لميلاد المملكة الاردنية الهاشمية، يحلو الاحتفال بالرسالة، بكل مافيه من بهجة وسرور وفراق للاحبة ووباء (ملعون الولدين).. يزحف علينا ويقطف، ازهار بلادي شبابا واطفالا وكبار في السن ومرضى بشتى الامراض التي تعجل نحو الموت الزؤام وبلدها يعيش الموت اليومي وكلفه غالية الثمن وبلا مكاسب اللهم مكسب السياسة وصراعاتها البغيضة..
ونكون في زمن الميلاد الاردني، بتسطير ماجدة رسالة متلفزة تنبض بالمحبة والسلام وحاملتها فنانة ملتزمة يقطرها على بلدها، الحزن والفاجعة، وعلى بلدها الثاني خوف من خطف استقراره وامن مواطنية.
وقيادته بحسب ماجده تحول من دون خطف امنه بحملها مشعل النور والمحبة، وقد تالمت وارتجت بعذابات شتى وبنكران وجحود، من الفوضوين ومدنا، وكل بلاد الله الواسعة معرضة للعنف والتفجيرات والاغتيالات، لكنها لا تلين ولا يضعف ايمانها برسالتها رسالة الفن الملتزم ، فلا تصغي لأبناء الافاعي، وتصغى بالم لانات الضعفاء وأبناء السبيل ومعاناتهم تعلو بالمكان والزمان.
وطافت الاقدار بها، وبرسالتها، كل الدنيا الواسعة، الذي بعضها حمل عن طيب ورضى وايمان رسالة السماء والسلام والمودة والاخوة الانسانية، والاخر على ندرته وقف منها موقف الرافض، لانها بالاصل تتعارض وتتناقض، مع رسالتهم الحيوانية الدنيوية، وندا لهم بالخير لا بالشر ولا بالرذيلة.!
وبذلك يحلو لعمان، ان تكون درة الشرق، هذه الايام ومحور رسالة الماجدة، وعلى مدى الازمان والدهور وباستمرار ما يخرج من عمان، درر رغم ما تدلهم به البشرية، من خطوب وحروب وتنافسات ليست سوية، وتكون الملاذ من كل هذا..، وهي في جهات الارض الاربعة منتشرة، بلا رقيب وحسيب بل بتعظيم لقوى الطغيان والشر والمكيدة.!
فتكون عمان، هي ملجأ للسياسي والحاكم والفنان وللانسان العادي الهارب، من الاقدار القذرة، إلى مكان يشعر به، انه انسان اولا وثانيا، انه في بلد الامن والامان ولا يحيد عن هذا الفهم الانساني القومي العميق .!
عمان يا شقيقة الروح لبيروت، ترنم (رسالة الماجدة) بخشوع عز نظيره وبشفافية من بيروت سيدة السيدات، التي خطف منها راسمالها الاوحد، وهو شفافيتها وحضنها الدافئ وبصوت يعايد فتتتواصل عمان وبيروت روحيا والما واملا برغم حواجز الجغرافيا وطغيان الفوضى وبعد المسافات والمعيقات.
والماجدة بالطبع نجمة الميلاد الاردني بالـ 100 الثانية تعيش، عمان احلى الايام والعيد وسط الابداع وتراكمية الانجاز يعلو فيها صوت الوحدة، وفعل الوحدة، طلبا للامن والسلام والفعل السياسي الداخلي يتواتر، والفعل السياسي الاقليمي الدولي له حضوره في كل المحافل الدولية وطال بالامس عاصمة القرار الدولي وصانعة الحرب السلام "واشنطن".
فالاوضاع في المنطقة وفي الاراضي المحتلة، واقرار حرق وتدمير احد مساجد القدس الشريف، عكس أسوأ الظروف واهلنا في النقب مطاردين بالتهجير وبيروت عاد لشارعها الالق والحراك وسط صراعات الطبقة السياسية وانانياتها الموغلة بالوحشية.
ونحن اقل قدرة، على رسم ملامح المستقبل، ونحن نبحر بعام جديد. وبالسنة الثانية للميلاد الاردني، وندلف لعامه الجديد من 100 الجديدة.. اقدارنا مجهولة الهوية، للان رغم تنبؤات العرافين والضاربين بالرمل (والفتاحين بالفنجان) والبخت بالكف وتناثراتهم وسفاسف الامور التي لا مكان، لها الا عند ضعاف العقول والانفس.
ومع ذلك يكون ما نحن احوج، اليه.. نحن اليه هذه الايام، دعاء من القلب والروح والعقل، كالذي نطقت به ماجدة في رسالتها المتلفزة، لكل الاردنيين ولقيادتهم، لكي يشفينا الله مما صنعه الانسان الخاطئ والطبيعة الخاطئة، بما فيها من نشاز وغضب وتغييرات في باطنها وفي السماء ليرسمان من حين لاخر مشاهد من الكوارث والاحزان، مقدما على ما في مجاهيلهما من غموض وعجز عن استشراف الاتي من ايام.
حين تكون رسالة الفن الملتزم، وصاحبته قلبها موجوع حينا ومضطرب حينا اخر، لكن قسماتها تفيض املا وابتسامة حنونة خجولة، وكادت عمان ان تضم في جنابتها رائعة الشرق العربي.. "ماجدة الرومي" ترتل وترنم طقوس الميلاد المجيد استعاضت عنه لظروف وبائية ويكون كل ذلك بدعوة انسانية خيرية تطوعية وريعها لدعم الطلبة الفقراء والمحتاجين والايتام منهم، ولم تتحقق الزيارة، المناسبة.
فتكون الرسالة المتلفزة ترياق من علة الغياب، وعلة القطيعة عن محبيها ومحبي فنها الراقي وصوتها العذب وموسيقاها، معزوفة الشرق الحزين.
وتكون المملكة،... وتكون ماجدة الرومي وعلى عظمتها بما قدمته للاردن من على مسارح مهرجان جرش وغيرها من حفلات.. ثق انك في حنين وحنين ماجده للاردن" غير شكل" وتضج منه الحناجر وهو بين الاضلع ساكن لا يتوجع بل يردد ويكتب بالمراسيل..
(اعود وكلي حنين اعود
لدارالاحبة والقلب عيد
وصوتي يعانق كل هتاف
وليس لبحر اشتياق حدود
اعود اغنيك عمان اتي
لليلك ناي لشدوك
اعود اغني اناجي اصلي
سلام عليك عليك
سلام عليك سلامي ورود.)
وسلام على عمان ودائما فيها سلام..
وبيروت ضحية الانام.
وفي يوم الميلاد الاردني والايام الأولى من السنة الأولى لل ١٠٠ الثانية سلام عليها وعليكما
.. "يوم ولدتما ويوم ترحلان ويوم تبعثان احياء عند ربكما كما كنتما.."
ربي يحمي عمان
ربي يكون مع لبنان...!