تحصين الطلبة "سياج الأمان" للمجتمع
فيصل تايه
22-01-2022 09:02 PM
في إطار حرصها على ضمان استمرار التعليم الوجاهي في المدارس للفصل الدراسي الثاني، وانطلاقا من دور "الحصانة" وأهميتها في الحد من انتشار الوباء والتخفيف من شدة الاصابة ، تستأنف وزارة التربية والتعليم يوم غد الأحد حملة التطعيم لطلبة المدارس في جميع محافظات المملكة ، وذلك بالتنسيق مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ووزارة الصحة ، وللفئة المستهدفة من الصف السابع وحتى الصف الثاني عشر الحاصلين منهم على موافقات خطية مسبقة من أولياء أمورهم ، والبالغ عددهم قرابة "٤٣" الف طالب وطالبة ، ومن المتوقع ارتفاع أعداد الراغبين منهم مع عودة التعليم الوجاهي للفصل الدراسي الثاني في العشرين من شهر شباط المقبل ، وعلى ذلك فقد قامت الوزارة بتخصيص "٤٢" مركز تطعيم في مديريات التربية والتعليم في المملكة باشراف فرق مشتركة بين التربية ووزارة الصحة ، وبموجب برنامج مخصص يتم الإعلان عنه من قبل مديريات التربية والتعليم وتعميمه على المدارس والطلبة وأولياء الأمور .
اننا ونحن نشهد التفاصيل اليومية للمنحنى الوبائى لفيروس "كورونا" ، فما يقلقنا هي مرحلة التذبذب والتأرجح في انتشار الوباء خاصة مع المتحور سريع الانتشار "اوميكرون"، لذلك فمن المتوقع وحسب آراء العديد من الخبراء المختصين في علم الاوبئة ، ان نعيش بعد أيام قليلة فترة الذروة بأعداد إصابات تتخطى المعقول ، وبتغير تصاعدي يصل إلى شهر ، لكننا لن نواجه ذلك الا بالحماية والمبادرة بتحصين أنفسنا ، فصراعنا مع هذا الوباء لا يجابه الا بزيادة اعداد "المطعمين" باللقاح الذي هو السبيل الوحيد لتراجع معدلات الإصابة والحد من العدوى ، ونبقى على ثقة تامة مطلقة ان اللقاح هو الوسيلة الفاعلة المجدية للحماية من الوباء والحد منه ، وإن التطعيم سيمنحها الحافز للعودة الامنة مجدداً إلى التعليم الصفي وممارسة الألعاب الرياضية والأنشطة المدرسية في حدود الالتزام بالتدابير الاحترازية المنصوص عليها بالبروتوكول .
ان عملية تطعيم الطلبة من شأنها أن تسرع الوصول إلى المناعة الجماعية المنشودة ، فهي سياج الأمان للمرحلة القادمة ، وتضمن العودة إلى نمط التعليم الحضوري الكامل في المدارس كافة ، فالتطعيم هو ركيزةً أساسية نحو التعافي التام ، ولا بد من العمل على تشجّع "الحمله" التي تنفذها الجهات المسؤولة بين الفئات المستهدفة من الطلبة وحث أولياء الأمور على دعم تعزيز الوقاية والحد من الإصابة بالفيروس وتجاوز آثاره في المجتمع المدرسي ، ما سيمنح أبناءنا ثقة بالنفس وسيضمن لهم حياة دراسية طبيعية آمنه .
اليوم بات دورنا كأولياء أمور مهم للحفاظ على صحتنا وصحة ابنائنا للعيش الآمن والعودة إلى الحياة الطبيعية ، فمن الضروري أن نهيئ أبناءنا للحضور الفعلي لمقاعد الدراسة والمساعدة في استمرار التعليم في المدارس كافة ، فالمسؤولية المشتركة تقع على عاتق الجهات الصحية الرسمية إلى جانب أولياء الأمور ، ما يحتاج من الجميع تظافرا للجهود من خلال استمرار التوعية والإرشاد بشأن العودة الامنه ، فمع استقبالنا للفصل الدراسي لا بد التأكيد على أهمية الحفاظ على المنجزات والمكتسبات بما تحقق من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية كافة .
ان الجهود الوطنية لتوفير اللقاح للفئات العمرية المختلفة وخاصة طلبة المدارس جهود جبارة ، ففي عقلية الدولة الحرص على رفع مناعة كافة المواطنين وخاصة الفئات العمرية في "سن المدرسة" حيث يؤكد المختصون في القطاع الصحي مأمونية اللقاح ، ما يدعونا جميعاً "مرارا وتكرارا" المبادرة لتحفيز أولياء الأمور وتوعيتهم للحصول على اللقاح ، فدور أولياء الأمور أساسي في المرحلة المقبلة ومع بدء العام الفصل الدراسي الثاني ، بل ويجب الإشادة بجهودهم ودورهم في توعية الأبناء عن كيفية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية وتقدير دعمهم المستمر لإنجاح منظومة التعليم من خلال اتباعهم لجميع الإجراءات والإرشادات المعتمدة في البروتوكول الصحي المتبع .
وأخيراً ، فلا بد من تسجيل رسالة شكر وثناء لكل من أسهم في انجاح حملة وزارة التربية والتعليم هذه ، والعرفان لجميع الكوادر التعليمية "خط الدفاع الأول" على استمرارية جهودهم في منظومة التعليم اضافة للامتنان لمؤسساتنا التعليمية الحكومية والخاصة بمدى التزامهم في الفترة الماضية لاستمرار منظومة التعليم وتشجيعم الطلبة على تلقي المطعوم حيث نقدر تفانيهم وإخلاصهم وروح المسؤولية التي يمتلكونها لضمان إعداد جيل مثقف وواع يتسم بروح المسؤولية المجتمعية .
والله ولي التوفيق