العناد الحوثي .. مآسي وتصعيد
د.محمد جميعان
21-01-2022 10:40 PM
لعل الحدث الساخن الان في المنطقة والاقليم والعالم هو ما يجري على الصعيد اليمني من معارك حامية تسعى للحسم.
الميديا والاعلام مهما بلغ من قوة وتأثير، وباي اتجاه كان، لا يقدم شيئا يذكر ولن يؤخر امام الالة العسكرية والاستخبارية، والاهداف في ساحة المعارك..
لذلك ما يعنيني دائما البعد الإنساني، والدماء التي تراق، ولي رؤيا في هذا المجال ان الانسان هو المعيار الاساس، والعناد لن يحصد الا مزيدا من المآسي والدماء.
العناد الحوثي ومن يساهم معه ويدعمه لن يستطيع ان يقدم شيئا يذكر امام قوة واقتدار التحالف العربي، واليمنيون انفسهم يسعون الى إيقاف الحرب ولكن الحوثي وانصاره و الداعمين له، لا يبالون بذلك، ويصرون على ادامة الحرب، تماما كما هو مشهد الحرب الذي كان بين العراق وايران، والرهان خاسر تماما على غثاء الاعلام لتسطير انتصارات وهمية لن تحصد الا مزيدا من الدم.
وهنا يذكرني قادة الحوثيين، برفضهم وقف القتال والاحتكام للحوار مع اقرانهم اليمنيين، بالحرب الإيرانية العراقية، عندما كانوا يرفضون عروض الرئيس صدام حسن لايقاف الحرب، وعناد القيادة الإيرانية التي رفضت واصرت على استمرار القتال، الى ان وصلوا الى حافة الانهيار، عندها بكى مرشد الثورة الايرانية الخميني ووقع على ايقاف الحرب، واعلن بان توقيعه القرار بمثابة تجرعة للسم..
وربما سنرى ذات يوم نفس المشهد، عندما يوقع عبدالملك الحوثي او خليفته، "هناك تقارير تتحدث عن مقتله"، على وقف الحرب ويعلن انه يتجرع السم..
قالوا : التاريخ عادة ما يعيد نفسه، والعبرة لمن يعتبر.
قبول الحوثيين بوقف القتال والاحتكام للحوار مع الأطراف اليمنية الاخرى، وبالتالي صناديق الاقتراع، هو الكفيل وحده لوقف هذا التصاعد ومنع المزيد من المآسي والدماء.