تأخر القلب 60 نبضة بعد منتصف الوِحْدَة!
م.شهد القاضي
21-01-2022 12:02 AM
كيف لك أن تفعل ذلك؟! كيف لك أن تذهب بكل هذه البساطة تاركاً روحي خلفك ممزقة.. و وحيدة؟! ألم تعلم أنك كنت رفيق عمري، و أمان قلبي و بهجته؛ الذي لم يعرف طعم الحياة بِحُلْوِها و مُرّها إلا معك؟! لطالما كنت أباهي بك العالم وكأنك أثمن انتصاراتي.. كيف استطعت أن تفرط بالأوقات.. الضحكات.. أحلامنا.. و طموحاتنا، وتجعلها تتسرب من بين أصابعك كحفنة رمل؟! كيف هانت عليك اللحظات التي كان كل منّا يتسابق لإسعاد الآخر؟! تعاهدنا دائماً أن نسند بعضنا إذا ما تعثَّر أحد منّا.. و أن نعاون بعضنا حتى اللحظة الأخيرة.
فجأة.. و بومضة عين.. مَضَيْتَ و لم تكترث بما صَنَعَهُ خنجرك المليء بالكلمات و النقوش المزخرفة بجدار قلبي، الذي أنهكته الندوب و الشروخ حد الموت.. أخبرتك بأكثر شيء يؤلمني يا رفيقي و فَعَلْتَه.. ظننتك الأحن على قلبي، وملاكي الحارس الذي يحميني.. و إِذْ بي اكتشف أنك أنت من يغرس السهام في ظهري.. و يضع الأذى في طريقي بدلاً من أن يميطه.. لطالما سمعت عنك الكثير و الكثير.. لكنني أغلقت قلبي وفكري عن سماع أي كلمة تسيء لك.. ظننتك عزيز الروح و رفيق الدرب، الذي معه سأتخطى أصعب اللحظات.. لم أكن أعلم أنك أنت من أثقل الأيام على قلبي.. فأصبحت الخيبة و الألم هي الرفيق الدائم لقلبي المغدور.. و ما الخيبة إلا عشم، ظننت أنني لا أهون و هنت.
انظر إلى حالي الآن.. كيف لي أن أواسي نفسي، و أن لا يقتلني الندم كلما تذكرت كل تلك المشاعر التي قدمتها لمن لا يستحق؟ّ! قد يجرحني الغريب جرح الساعات.. لكنك أنت جرحتني جرح الأيام و السنين.. و أصبحت وحيداً كأول مرة قبل أن ألتقيك.. فتأخر القلب 60 نبضة بعد منتصف الوِحْدَة.. تلك كانت الكلمات التي قالها يمان لصديقه في رسائله التي لم تصل.. فبقيت طي النسيان.