منذ بدأنا نتابع الأفلام الأمريكية تعرفنا على جانب واحد من طرف واحدٍ لتتشكل لدينا فكرة عن الهنود الحمر في أفلام الكابوي الأمريكية ، لقد تعاطفنا مع كل المشاهد التى يظهر فيها الهنود الحمر مجرمين وقتلة ويهاجمون القوافل من المهاجرين الذين قدموا من أوروبا ومن جميع أرجاء الأرض، لكن لم نكن نعلم أن الهنود الحمر لم يهاجمو أحدٍ بل كانوا يدافعون عن حقهم في أرضهم فهم السكان الأصليين وهم أصحاب الحق الحقيقين، وكانت المشاهد تتلاعب بمشاعرنا حيث يظهر ذلك الهندي الذي يقدم المساعدة للمهاجرين المستعمرين ضد أبناء جلدته ليظهر لنا جانباً إنسانياً كبيراً ويلعب دور البطل في حين أن هذا المتعاون مع المستعمر هو خائن لوطنه وشعبه وقد هدروا دمه لخروجه عن عقدهم الاجتماعي وخيانته لهم.
هنا ترسخ مفهوم جديد وتغيرت معاني المواقف ليتشكل في أذهان الأجيال أن الخائن هو بطل يساعد الناس ويسعى للسلام وأن المستعمر المهاجر هو صاحب حق في الأرض، فعندما جاء ليحتلها دافع عنها من كان يعيش فيها فوجد لنفسه المبرر لقتلهم وإبادة وجودهم، لقد تم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، وأولها حق العيش، فما نحن من تغيير الثقافات بعيدين عما حدث في العالم من إبادة وتهجير وإحلال وتذويب وصهر للمجتمعات وسيطرة القوي على الضعيف واستغلال النفوذ للإطاحة بالهوية التي كانت تحمي الأرض ومن عليها.
فهل نحن على مشارف ابتكار جديد بمسميات مختزلة لمحميات متعددة كما نجد الآن في بعض الولايات الأمريكية "محمية الهنود الحمر" والتي يعيشون فيها وأصبحوا معالم سياحية يزورها السياح لتحقيق مصدر للدخل والاستقرار لمن تبقى منهم.
هل نحن في صدد تحديد الخطوط الكنتورية وتزين مداخل المدن ونلتزم في مواقعنا.
قد يكون هناك حق العيش المشترك للجميع ولكن ليس على حساب حياة الآخرين وحقوقهم التي منحها الله لهم، في المستقبل المجهول تلوح سيناريوهات ترسم خارطة الطريق بمسمى جديد " حدود الدم " فقط لكان لمقال الضابط الأمريكي المتقاعد رالف بيترز مخطط إعادة تقسيم للشرق الأوسط بناء على البعد الاثني والديني وأطلق على مشروعه حدود الدم لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط فهناك دول ستخسر سيعاد تقسيمها لتكبر بعثها وتصغر أخرى، إن مفهوم إعادة ترتيب منظومة الدول من الداخل والخارج مستمرة إلى ما لا نهاية، فهذا استشراف سياسي لمستقبل المنطقة يخطه خبير عسكري منذ عام ٢٠٠٦ ولكن مجريات الأحداث والتاريخ كما نعلم تجعلنا أكثر قدرة على التنبؤ بالمستقبل ولو بملامح بسيطة.
في نهاية هذا الطرح نتساءل عن مصير الداخل والخارج الذي نحن جميعاً جزء لا يتجزأ منه، كيف سيكون مصير حدود الوطن من الداخل هل ستغلب فيه نظرية حدود الدم أم سيكون هناك الغلبة لمن تقتضي مصالحهم تقسيمًا يخدم مستقبل البقاء ويصبح هناك محميات كبيرة بمن تجمعهم هوية ما، وان كان هناك تقسيم ديمغرافي وجغرافي تتحكم به الامبراطوريات الاقتصادية المخفية لتخدم مصالح سياسية وتجعل من منظومة الحياة الديموقراطية بوابة التغيير إلى ما يسعون اليه.
الشباب والشابات في زمن قياسي سيكون لهم الكلمة الفاصلة بين كل ما هو محط جدل واختلاف لأن ما سيجمعهم هو هدف واحد حق العيش الكريم.
حمى الله أوطاننا ومليكنا وولي عهده وعاش الشباب.