على مدى مئة عام عمر الدولة الأردنية يحتفظ الأردن بمنظومة الامن الوطني لارضه وانسانه ومبادئه وقيمه ، ومحل الرعاية التي لم ولن يتنازل عنها بأي مقابل ، ليكون الأمن عنوان سيادة وكرامة الدولة ،تبذل من أجله الغالي والنفيس ، ولا انفس واغلى من الدم والشهادة دفاعا عن أرض الأردن وأمن انسانه وضيوفه وعنوانا لكل طالب جواره وحمايته.

عندما يكون الحديث عن أمن الأردن ومواطنيه وسلامة أراضيه لن نسمح لاحد أن يحدثنا عن ضبط النفس او علاقات جوار واخوة فالنفس الأردنية غالية ، وحق الجار والاخوة أن تحفظ للجار أمنه خصوصا وانه بقي الحضن الرؤوم التي استقبلت مليون وثلاثمئة الف لاجىء ، وما تدخل منذ احد عشر عاما في النار المشتعلة وتأكل بعضها بعضا ونالها من الشرر ما نالها ، واسهم في تأمين العون والمساعدة بالتعاون مع مجتمع دولي يقدر عاليا ما يقدم وقدم.

واليوم وأمام حالة الاستهداف المأجور لهذا العرين الهاشمي تتصدى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية على اختلاف اختصاصاتها وواجباتها من خندق أمن المواطن وحماية سيادته عبر نجيع الدم الزكي النادي ، شهداء يرتقون عند ربهم فرحين بما أكرمهم ، وقد عرفوا ان للوطن قيادة وجيشا وشعبا لن يفرط في حقهم ، ولن يخذلهم في القصاص من عصابات الشر والحقد والكراهية، واعتقد أن لا حرج اليوم على الأردن أن يثأر من هذه الشرذمة الضآلة ومن يقف خلفها من خفافيش الظلام وعمائم الارهاب الأعمى.

كافح الأردن الارهاب ودك حصونه في كهوف الجبن والخسة والنذالة من قبل ، وشارك العالم بخبراته في التصدي له ، وقدم رؤيته السياسية والامنية بمنابع وتمويل هذه العدو مجهول النسب والدين والوطن وان اختبئ خلف أنظمة فاقدة للشرعية الانسانية قبل الشرعية السياسية، وعلى هذه الانظمة أن تقرأ ماض ليس ببعيد أن شوكة الأردن قاسية تنشب في حلوق الطامعين الواهمين وأذنابهم في المنطقة ، وقدم دروس أن كرامة ودم وأمن الأردني رأسماله الذي لا يخسره .

تمويل الارهاب وحربه وتصدير النزاع والصراع لن يكون على حسابنا ، لا بتهريب المخدرات والاسلحة ، ولا بانتزاع أمن حدودنا واراضينا ، وسنبقى جند الوطن ودمائنا مهر لعزته وكبرياءه.

mamoonmassad@hotmail.com