دائماً أتخيّل أن شعري طويل وسابل ومسبسب؛ وأكوّنه حيث أشاء وبالطريقة التي أشاء؛ أردّه للخلف وأفرقه من المنتصف وأعمل «كوكة» ..! حتى الجدايل أتخيّل وقت ترف الخيال أني أعملها..! والحقيقة كلّ الحقيقة أن شعري يقترب من الصفر في الحلاقة وهو في الأصل جعدودي ؛ وزمان كانت أمّي تحكي عنه (شعرك سِلْكة) مثل سلكة الجلي..!
لستُ بحاجة إلى أن يُذكّرني أحد بحقيقة شعري ولو تخيّلتُ ألف خَيَال وخيال؛ المهم ألاّ أفرض خيالي وأوهامي على الآخرين وأحاسبهم إذا لم يتخيّلوا معي عنّي..!
أعتقد أن جزءًا من عقدتنا في التعامل مع بعضنا أن هناك حيتاناً مثلي تماما وأكثر.. شعرهم جعدودي أو أنهم صلعان من دار أبيهم ويريدون من الشعب أن يعاملوهم باعتبار أنهم ذوو شَعر فتّاك وفتّال ولوّاح وطيّار.. يريدوننا أن نبقى في حالة غزل مستمرة في شعرهم غير الموجود أساساً.. يريدوننا دائما ممسكين بالسشوار ونطاردهم من حارة لحارة ونسشور لهم الشعرتين الذابلتين في صحراء صلعاتهم..!
لماذا نشعر أننا لو انتقدنا مخطئا على خطئه تقوم الدنيا ولا تقعد ؛ وعلى طول يأتيك إحساس بأنك ارتكبت جريمة وأن ما قمتَ به ليس إلا تمعيطاً لشعره وتشليخاً له..؟ تشعر أنك خرّبتَ تسريحة الصلعة وأنك سرقت دواء القشرة الوحيد المخصوص لها..!
يا جماعة: كلنا صلعان فتعالوا نتفشخر في شَعر بنت خالتنا أحسن لنا..!
الدستور