أيا كان نوع ومكان الشهادة فانها تبقى الشهادة من اجل ان يبقى الوطن ساميا عاليا مصونا.
وبلدنا الاردن الذي انهى مئويته الاولى وقد تطرزت بحوالي ثلاثة الاف شهيد، يدخل مئويته باستمرار العطاء والبناء والتطلع للمستقبل الافضل لتحقيق الاردن النموذج، وايضا يدخل المئوية الثانية بتوقيع من دماء شهيدين ارتقيا الى العلا وهما يؤديان واجب الشرف في مناطق صعبة هي مستهدفة من مجرمين من اجل افعال شريرة في التهريب للمواد المخدرة وللأسلحة ولغيرها.
من المحزن في زمن التردي العربي أن ينزف الدم العربي بأياد عربية مخربة، من المحزن ان لا نصل بعد الى فهم المصالح العربية العليا، ومن المحزن بعد اننا لا نهتم بمصالح أبنائنا فنستمر بضخ سم الموت بين اجيالنا الناشئة فنكون نحن عونا لأعدائنا على أنفسنا، ولذلك قافلة الشهداء تتواصل من اجل حماية دم الشباب والجيل الأردني ليبقى في دائرة العطاء والبناء وتجنيبه طرق الهدم والجريمة.
وجيشنا العربي الأردني في كل مواقعه هو متعاقد مع الليل والنهار والشمس والقمر والبرد الشديد وقيظ الحر، اصبح متصالحا مع العقارب والافاعي ومع الحجارة الصوانية والبركانية، يعرف ان منافذ المهربين والمعتدين كثيرة، ويعرف كل جندي انه هو العين الساهرة في مناطق وعرة صعبة فهو درع الوطن ويصنع من صدره ترسا يدفع العدى، ولكن كل هذا هو مصدر سعادة له لأنه يدرك معنى شرف المهنة وقيمة ما يقوم به من جهد خطير، فتهون كل التحديات والصعاب من اجل ان يبقى ابناؤنا بعيدين عن مخاطر وآفات السموم ولصيانة اقتصادنا وليبقى الأردن مسورا بزنود النشامى فيرقد الأبناء والاهل بسلام وطمأنينة.
وتتميز قافلة الشهادة الأردنية بتنوعها الزماني والمكاني والنوعي، فهي الشهادة من اجل القدس وفلسطين، والشهادة من أجل مكافحة العنف والإرهاب والتطرف، والشهادة من اجل الانتصار لقضايا الامة العربية، والشهادة في انحاء العالم خدمة للسلم العالمي وامن المجتمعات، وحتى الشهادة في البر والبحر.
طوبى لشهدائنا الاطهار
طوبى للشهيدين محمد الخضيرات ومحمد المشاقبة
تلتحقون بمواكب الشهداء مواكب من شرف ومجد
ولنا بقواتنا المسلحة الأردنية كل الاعتزاز والفخار
وكل شهيد هو قصة كبرياء لوطن تأسس على البطولة والافتداء
وطن صاغ الهاشميون فيه عقدا من التواد والتكاتف
وسيبقى الأردن سيدا عظيما
يدرك ان قافلة الشهادة تستمر
وكلنا فداء للوطن
وفداء للاردن الكبير، اردن الوفاء والخير