تعرضت الامارات اليوم الى مقذوفات مسيرة ادت الى وقوع قتلى وجرحى وخسائر وحرائق، ومع ذلك فان رمزية ما جرى والرسائل من ورائها يفوق ما شاهدناه وما تناقلته الاخبار.
تعلم ايران مدى حساسية موقع الامارات الجيوسياسي، ووزنها الاقتصادي في المنطقة والعالم، لذلك فان ما جرى يعتبره الغرب وامريكا زعزعة للسلم والاستقرار العالمي، وتهديد لمصالحهم في المنطقة والعالم تبعا لذلك..
وبالتالي فان تقدير خطورة ما اقدمت عليه ايران، سواء من اراضيها ام عبر الحوثيين في اليمن كبير جدا، وعواقبه اكبر، ولم تكن لتقدم على ذلك لولا ان هناك واقع جلل وخطير تنتظره، وتحاول ان ترسل اشارات ارهاب تثير الرعب وتجعل المجتمع الدولي بما فيها امريكا والغرب تفزع للتدخل وايقاف ما تريده ايران واذرعها في المنطقة.
هناك خمسة جبهات تخوضها ايران في المنطقة ويبدو انها مهددة بالانهيار، او في طريقها الى ذلك، او ترى ان امكانيات الدفاعات التقليدية لن تسعفهم للنجاة، وتتمثل هذه الجبهات حسب الخطورة في :
- الحوثيون في اليمن، وجل التقارير تشير الى تقهقهرم بشكل كبير، وهو ما جاء باعترافات على لسان متحدثيهم في الاعلام، وهذا ينذر بانهيارهم او اصبحوا في حالة فقدان سيطرتهم سيما على العاصمة صنعاء.
- خروجهم من العراق بارادة شعبية عراقية، وخروج اذرعهم هناك ايضا من السباقات الديمقراطية عبر صناديق الانتخاب مؤخرا.
- رغم ما يقال حول واقع المحادثات الايرانية مع الغرب حول النووي الا انها تشعر بعدم الاطمئنان في هذا الاتجاه، وهذا ما يظهر من افعال يمكن وصفها بالتشنج.
- الواقع اللبناني بعد ما جرى من بداية حصار خليجي، وما رأيناه من ردود فعل حزب الله لمحاولة دعم معارضات خليجية كتصعيد ينذر بانعكاسات سلبية جدا على لبنان.
- رغم ما تشهده الساحة السورية الان وانحسار المواجهات، الا ان الحصار الذي يفرض على النظام السوري ينذر بما هو اسوأ من الحرب سابقا، وخروج ايران اصبح اقرب سيما ان الروس انفسهم اخذوا يسربون مثل هكذا اخبار.
كل ذلك، سيما اليمن وواقع ما يجري للحليف الحوثي يجعلهم يغامرون ويبالغون في رسائلهم لعل وعسى ان يشكل ذلك تدخلا دوليا لانقاذ ما تبقى..
ما اراه في هذا المجال، ان ايران وحلفائها واذرعها اصبحت في مرمى النيران الدولية او بموافقتهم، سيما بعد ما جرى من قصف للامارات، ومرة اخرى لن يسقطوا نظام ايران "المذهبي الثوري" الذي يشكل مغنما استراتيجيا للغرب في مواجهة المنطقة السنية "دولا وجماعات"، انما يهدف لتحجيم ايران وتقليم اظافرها النووية والصاروخية البالستية، واخراجها من مناطق جغرافية تهدد المصالح الغربية والامريكية والاسرائيلية.