ليست حقيقة او معلومة جديدة ان تكون دول الخليج في خطر، فالمنطقة مهمة واستراتيجية اقتصاديا وامنيا، لكن تاريخ المنطقة حتى في اشد مراحل التوتر كان محكوما بمعادلات وتفاهمات ضبطت ايقاع امن الدول، واي حركة كانت تمس امن المنطقة كان يتم احتواؤها، وهذه المعادلة كانت حتى عندما كان شاه ايران شرطي المنطقة.
وحتى بعد قدوم نظام الخميني فان الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت سنوات طويلة كان الهدف الاساسي منها المحافظة على ثوابت المنطقة في ظل نظام ايراني ديني طائفي اظهر منذ اول قدومه شهية مفتوحة ضد الخليج والاقليم تحت اسم تصدير الثورة.
استطاع العراق ان يغلق فوهة بركان نظام فارسي طائفي طيلة سنوات الحرب لكن لم يتم انتزاع عقيدة الاستعمار الفارسي لدى النظام الذي امتلك سلاحا لم يمتلكه شاه ايران وهو تبعية فئات من الشيعة العرب المؤمنين بولاية الفقيه، ومن تلك القاعدة عملت ايران على بناء مخالبها الفولاذية بالتدريج من لبنان الى العراق الى دول اخرى.
ما حدث من اعتداء حوثي اي احد مخالب ايران على الامارات رسالة خطيرة جدا توجه الى دولة رأس مالها ومصدر قوتها الاول الاستقرار، وقبل ذلك كانت الاعتداءات المتتالية على السعودية وضرب اهداف مدنية وعسكرية، لكن السعودية دولة ذات جغرافيا وتركيبة مختلفة عن الامارات، ولهذا فان الرسالة الاهم في العدوان على الامارات ان ايران كسرت كل المعادلات، وكشرت عن انيابها في مواجهة دول الخليج حتى تلك التي تمتلك علاقات خاصة بايران.
اهم جوانب الخطورة ان الحوثي ومن يوجهه اراد القول انه لا محرمات ولا معادلات ولا تفاهمات، وان ايران حتى دون ان تطلق رصاصة بيد جندي ايراني تستطيع ان تصنع قلقا واضطرابا أمنيا واقتصاديا وسياسيا في دول الخليج.
حتى وان كان الضربة على الامارات حوثية الا ان الرسالة ايرانية، وواضح ان ايران تحتج على سياسة ما لدى الامارات او تطلب شيئا او تريد قول شيء.
الخليج في خطر والتهديد لم يعد في دراسات مراكز الابحاث بل هو على شكل اعتداءات على جنوب السعودية واليوم الامارات وربما غدا جغرافيا اخرى لاقدر الله.
لم تعد القضية ان ايران ذات نفوذ في اربع عواصم عربية بل انها من خلال تلك العواصم تستطيع تشكيل خطر على مجموعة اخرى من العواصم.