تفهّم "التوصيات" بتأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني
فيصل تايه
17-01-2022 08:13 PM
نسّبت لجنة التخطيط المركزية في وزارة التربية والتعليم خلال اجتماعها يوم أمس الأحد "بالتوصية" بتأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي ٢٠٢١ / ٢٠٢٢ للطلبة في المدارس ذات البرنامج الوطني للصفوف من الروضة وحتى الصف الحادي عشر إلى يوم ٢٠ شباط المقبل، في المدارس الحكومية والخاصة ، وقد أضافت الوزارة في بيانها "المعدل" أن دوام الصف الثاني عشر (التوجيهي) – بحسب التوصية- سيبقى في موعده وجاهيا في الأول من شهر شباط ٢٠٢٢ ، فيما يمتد الفصل الدراسي الثاني لبقية الصفوف في المدارس الحكومية والخاصة إلى ٦ تموز ٢٠٢٢ ، اما بخصوص المدارس ذات البرامج الدولية ، فيترك لها حرية الاختيار بين الالتزام ببرنامج المدارس الوطنية من حيث موعد بدء وانتهاء الفصل ، أو البدء بالتعليم عن بعد وفق التقويم المدرسي الخاص بها حتى ٢٠ شباط ٢٠٢٢، ثم الانتظام بالتعليم الوجاهي ، حيث بينت الوزارة أن هذه التوصية تأتي نظرا لظروف جائحة كورونا في الأردن والعالم ، وأنها جاءت بناء على الظروف الوبائية في المملكة ، وتقارير لجنة الأوبئة ، وحرصا منها على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية والإدارية .
لكن وبالرغم من التداعيات التي رافقت هذا الخبر بعد أن اخذ مساره الصحيح "بالتوصية" فقد شدد وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس على أن الوزارة مصرّة على أن التعليم في المدارس والجامعات وجاهياً وفقا للبروتوكول الصحي ، وأكد الوزير عويس أنه لم يصدر أي قرار رسمي بشأن تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني ، وقال إن لجنة التخطيط المركزية في الوزارة تُنسب وهي المعنية بالنظر في الأجندة المتعلقة بالتدريس ، وأضاف عويس لبرنامج "نبض البلد" على "قناة رؤيا" أنه لا قرار حتى الآن بشأن تأجيل موعد بدء الفصل الدراسي الثاني ، كما وأشار إلى أن قرارات لجنة التخطيط المركزية غير ملزمة ، وأن توصياتها ستعرض على لجنة الأوبئة ومن ثم على اللجنة الإطارية العليا ، لذلك فنحن بانتظار قرار حكومي "مرتقب" بشأن مصير موعد بدء الفصل الدراسي الثاني وفق المعطيات والحالة الوبائية العامة .
مما تقدم ، وحين العودة للحديث عن "التوصيات" التي "نسّبت" بها لجنة التخطيط المركزية في وزارة التربية التعليم للجهات ذات العلاقة ، ففي ذلك يجب أن نعي تماماً و"بالتأكيد" انها جاءت انطلاقا من حرص الوزارة على صحة الطلبة ، فالموجة الوبائية القادمة من كورونا "ستشتد" نهاية الشهر الحالي وقد تصل الى ذروتها منتصف شهر شباط القادم وفق المعطيات الواردة من لجنة الاوبئة ، سيما أن أعداد طلبة المراحل من الروضة وحتى الحادي عشر يمثلون العدد الأكبر من شرائح المجتمع ما يستدعي مزيد من الحرص على صحة ابنائنا الطلبة والحفاظ على المنحنى الوبائي من التصاعد ، كما وأن هذه التوصيات تأتي في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من العدوى وانتشار الوباء ، فالامر يتعلق برياض الأطفال وجميع المراحل الدراسية في المدارس والمؤسسات التعليمية ، باستثناء "التوجيهي" ذلك حرصاً على مصلحة ابنائنا الطلبة في هذه المرحلة الدراسية الحرجه ولتوفر مساحات كافية في المدارس خلال تعطيل باقي الصفوف تمكن من استمرارية تعلمهم الوجاهي بالتباعد .
يجب أن ندرك أن التوصية لم تاتي "بتاتا" بإقرار تمديد العطلة المدرسية الشتوية لتكون عطلة استرخائية ، بل يأتي ذلك كإجراء وقائي احترازي يسعى إلى حماية صحة الطلبة وكذا الأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمؤسسات التعليمية وجميع المواطنين في مجتمع تسودة حالة وبائية متقلبة تزاد مؤشراتها ارتفاعاً يوماً بعد يوم وبصورة مضطردة ، فالتوصيات تلك متعلقة بتجنب تفشي فيروس "كورونا" - لا قدر الله - خاصة بعد ما سمعنا عن "السرعة الجنونية" التي ينتشر بها متحور "اوميكرون" بشكل يجعلنا نتخوف من التجمعات الطلابية داخل الغرف الصفية وفي قاعات الدرس ، ما يدفع لاتخاذ مزيد من الاحتياطات والاجراءات التي تحمينا وتحمي أبناءنا ومجتمعنا .
ان وزارة التربية والتعليم تعي تماماً انها ستواجه وضعاً استثنائياً ، وهي قادرة على التعامل مع كافة التحديات بمزيد من المسؤولية ، لكنها تحرص كل الحرص على الابقاء على عدد أيام الدراسة الفعلية مكتملة ، ففي حال إقرار تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني من الجهات المخولة بذلك فسيتم ترحيل الأيام المؤجلة إلى نهاية الفصل الدراسي الثاني ، ولن يتم خصم أي يوم من أيام دوام الفصل الدراسي الثاني والبالغ عددها ١٩٥ يوماً ، كما وانها ستعمل إلى توجيه الأطر التربوية والإدارية إلى الانخراط بشكل فعال ومكثف في جميع التدابير التي سيتم اتخاذها من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية عن طريق كل ما يمكن تخصيصه للطلبة لتعويضهم خلال الفصل الدراسي الثاني ضمن خطط محكمة ، بغية تمكين الطلبة من الاستمرار في التحصيل الدراسي مع حرص الوزارة على التواصل المستمر للعمل على اطلاع أسرة التربية والطلبة وأولياء امورهم، بكافة المستجدات المتعلقة بهذه الظرفية الاستثنائية عبر جميع القنوات المتوفرة لديها ، وتمكين الطلبة من الاستمرار في التعليم الوجاهي بكل همة ومسؤولية ، وبذلك فان المدارس الرسمية والخاصة وان تم إقرار تأجيل الفصل إلى العشرين من شهر شباط فان الوزارة معنية باستكمال المناهج الدراسية وإنقاذ ما تبقى من العام الدراسي، وفقا للتوجيهات وتبعاً لخطة البديلة وخطة الطوارئ على مستوى وزارة التربية ، لمحاكاة المجتمعات التعلمية وضمان التعلم للجميع من كل المناطق وفي كافة ارجاء الوطن .
لن نستبق الأمور فالفصل الدراسي القادم سيبين مدى نجاح وزارة التربية والتعليم في تجاوز هذه الظروف بهمة الشرفاء من ابناء تكويننا التربوي العتيد ، فالوزارة منفتحة على الجميع وتستمع لآراء كافة التكوينات والاوساط التربوية ، وحريصة باستمرار على فتح النقاش مع كافة الجهات المهتمة بالشأن التربوي وبروح عالية من المسؤولية ، وتقف أمام فعالية عمل المدارس ومدى التزامها بتطبيق الاجراءات وتفعيلها للخط التربوية والمهنية التي تعوض أبناءنا الطلبة عما فاتهم ، فالخير في الجميع بإذن الله تعالى ، فلنكن متفائلين في نجاح المعلمين "فرسان الميدان" في تطبيق خططهم الدراسية ، الذين سيحققون من خلالها الإنتاجية المطلوبة، اضافة الى إمكانية الاستعانة باستخدام التعلم المدمج وتفعيل التطبيقات التي تساعد على شرح دروس تفاعلية عبر منصة درسك ، ومتابعة التلفزيون التربوي والاستفادة من الدروس النموذجية المنجزة التي تبث عبر التلفزيون الأردني ، فضلاً عن تفعيل الإشراف والاسناد التربوي في هذا الإطار ، للتنسيق الحقيقي ميدانياً .
بقي ان اقول كان الله في عون وزارة التربية والتعليم في تحمل المسؤولية إلى جانب جميع القطاعات والهيئات الحكومية والأهلية في إطار المسؤولية الوطنية المشتركة ، لنتجاوز معاً هذه الظروف بعون الله تعالى .
والله ولي التوفيق