ما هو مصير باصات التردد البطيء?
احمد ابوخليل
28-07-2010 03:43 AM
من غير المعروف إن كان صاحب فكرة باصات التردد السريع يعرف الحياة الداخلية لـ "مجتمع الباص" في عمان.
لقد صنع العاملون في مجال النقل بالباصات تقاليد خاصة في إدارة عملهم تتسم بالكثير من المرونة والإبداع والرشاد الاقتصادي. إنهم يعرفون جيداً كيف يغيرون تكتيكات عملهم بالتناغم مع كثافة الركاب. وليس من المهم عندهم مراعاة الصورة الحضارية المعاصرة, فهم عاملون في مجال نقل الركاب وليسوا فنانين مع أنهم استطاعوا إتقان فن إدارة نقل الركاب.
بعد أن تكتمل حمولة الباص يسأل "الكونترول" عن مواقع نزول الركاب على الطريق وبناء على الأجوبة التي يتلقاها يحدد موقفه تجاه الركاب المحتملين ممن ينتظرون على جوانب الطرق, فيبلغ السائق عن أول وقفة والوقفة التي تليها, وهكذا.
يمتعض الكونترول والسائق عندما يقل عدد الركاب "النازلين على الطريق" لأن هذا يعني أن حصيلة النقلة ضعيفة وأن الأجرة لم "تقلب معهم" أي لم تتضاعف, وفي هذه الحالة يعلن الكونترول بتهكم أن "الشباب قاطعين فيزا". لقد أبدع العاملون هنا بعض الأفكار مثل "نُص قعدة" أي الجلوس القرفصاء وخاصة عند الاقتراب من شرطة السير, وأثناء الطريق يحاولون دفع الركاب إلى "الملاززة", كما توصلوا إلى فكرة: "اقعد خامس" في الكرسي الأخير الذي يتسع لأربعة ركاب فقط وأنشأوا مقعداً سموه "فوق الموتور" وآخر "جنب السايق". إنهم يلعبون دوراً مهما في إدارة أزمات النقل.
أرجو بعد اذن القائمين على مشروع باصات التردد السريع أن يوضحوا منذ الآن مصير باصات التردد البطيء العاملة حالياً وبالتالي مصير العاملين عليها, على الأقل كي يتمكن ركابها من شكرهم قبل أن يأتي يوم نترحم فيه على أيامهم.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net