سعى الغرب فيما مضى بعقليته الاستعمارية لاستغلال الدول العربية ونهب ثرواتها عبر احتلالها وفرض السيطرة عليها ونشر ثقافته ولغته بقصد اضعافها وابعادها عن اي وحدة او تقدم او نهضة وكرس ذلك أيضا عبر الحروب وأختلاق النزاعات الداخلية والفتن. وتطور الأمر لاحقا إلى الامعان في فرض اتفاقيات معينة وربط المساعدات بتنفيذ بعض الإجراءات التي تخرج الأمة عن مبادئها وقيمها ووجد العدو تربة خصبة لذلك من خلال اعوانه في الداخل وتشبث كل دولة بمصلحتها الذاتية والشخصية بعيدا عن المصلحة العامة.

يعمل العدو حاليا ومن خلال ادواته واتفاقياته التي يفرضها ويزينها تحت مسميات مختلفة لتدمير منظومة القيم والأخلاق وتدمير نظام الأسرة ونشر الرذيلة والانحراف والاضطراب الاجتماعي عبر الدعوة إلى المساواة المطلقة بين الرجل المرأة بما يخالف الفطرة السليمة ويؤجج نار الفتنة ويكرس الانحلال والتفكك.

كما يسعى العدو لتشويه صورة عقيدة الأمة من خلال خلق تنظيمات إرهابية تتخذ من الإسلام عنوانا لها لتكون مقنعة للاغرار وفئة الشباب غير الواعي والعاطل من العمل ليجد فيها رمقا لسد فراغه ومن ثم تنفيذ الأجندة المعادية.

كل هذه المخططات تسعى في النهاية لتوليد حالة من الضعف والتفكك والبعد عن الجدية والإنجاز والإنتاج وعن السمو في التفكير في قضايا الأمة الجوهرية متخذين من زبائنهم وكرا ومنطلقا للتنفيذ مقابل التنفيع المادي والمصلحي الضيق وهكذا بحيث تبقى الامة تعاني من الضعف والهوان والتشتت.