كانت المرحومة والدتي تستخدم " مصطلحات " خارج قواميس اللغة.. فلم تكن تجيد القراءة والكتابة.. فتكون مفرداتها غالباً " عفو الخاطر " .. وكنّا نفهمها من " السياق العام ".
ومن ذلك مصطلح " الهرابيد " وتعني الملابس القديمة " المركونة والمخبّأة في زوايا "كرأتين " وصناديق عفا عليها الزمن.
وكانت المرحومة " جميلة " تجمع لنا تلك " الملابس " او " الهرابيد " نرتديها تحت ملابسنا في أيام البرد وليالي الشتاء ، كما في هذه الايام.
لم تكن ثمة قيمة لتلك الملابس سوى انها بمثابة " حشوة " تمنحنا الدفء .. وقت الحاجة.
وما ينطبق على " الهرابيد " نجد منه " نسخة " عصرية و" حداثيّة " لكائنات يتم الاستعانة بهم " وقت الحاجة " ل" الكلام / القديم " وعندما يكون المستقبل قد نأى عنّا ويكون الحاضر قد " تلعثم " و " تعثّر " عن اللحاق بركب الحضارة.
وكما ان ل " الهرابيد " .. فائدة في زمن معيّن ، يجد هؤلاء " الهرابيد / البشرية " مَن يستعين بهم عندما يحتاجهم...
أحنّ الى " هرابيد " أُمّي
وقهوة أُمي ...!!