قرأت قبل أيام مقال بعنوان " تحدي المياه" لمعالي د. محمد المومني في جريدة الغد اتفق مع الكاتب في البداية بان توجيهات جلالة الملك للحكومة حاسمة وحازمة في التركيز على ابرز التحديات التي تواجة الاردن ونحن نعبر الى المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية,ابرز المقال "ان نقص المياه من التحديات المتنامية التي تشكل تهديدا للامن الانساني للاردنيين ولا تحتمل التاخير وتؤثر على السلم المجتمعي" وذكر في المقال عدة طروحات للمساهمة في حلول هذة المشكلة ابرزها كلفة استخراج المياه الجوفية العميقة ومشروع الناقل الوطني وحقوق الاردن في المياه المشتركة مع دول الجوار ومياه معاهدة السلام والدعم المالي من الاشقاء في دول الخليج والاصدقاء في امريكا واوروبا لمساعدتنا في تمويل المشاريع المائية لكن كل هذا لن يكون الخطوة الاولى في حل مشكلة المياه او الحد منها ارى ان هناك عدة جوانب ومسارات هامة يجب العمل عليها لنستطيع التغلب على المشكلة ووضع الحلول المناسبة.
المسار الاول وهو ترتيب بيتنا الداخلي في ادارة مواردنا المائية ادارة متكاملة واولها مشاركة المواطن في ادارة المياه والمحافظة عليها المرحلة تتطلب ان يكون المواطن شريكا حقيقيا في التخطيط وادارة مساقط المياه بصورة سليمة تتمثل في ترشيد الاستهلاك والمحافظة على المياه ورفع مستوى الوعي لجميع شرائح المجتمع الاردني وعلى كل فرد واسرة تحمل المسوؤلية وجمع مياه الامطار في ابار منزلية اما المسار الثاني هو مسار تشريعي قانوني يرفع مستوى الاهتمام بحفظ وصيانة الموارد المائية وعدم الاعتداء عليها وفق منظومة تشريعية منظمة واعتبار الاعتداء على مصادر المياه جريمة كبرى يعاقب عليها القانون بشدة وبعدالة وبدون تهاون, المسار الثالث مسار تقني ومهني وهو مواجهة النسبة العاليه من الفاقد المائي والتي تصل في بعض المناطق الى 70% عبروصلات غير مشروعة واهتراء في الشبكات والحصول على مياه بطريقة غير مشروعة ورفع كفاءة ومستويات العاملين في ادارة المياه للتعامل مع التغيرات المناخية, اما المسار الرابع فهو البحث عن مصادر مائية جديدة من خلال الحصاد المائي والسدود والحفائر الترابية والتعاون مع دول الجوار في مشاريع مائية كبرى, المسار الخامس هام وضروري يتمثل في اصلاح الخلل الناتج عن الزراعات المختلفة وانشاء المخيمات السكانية على الاحواض المائية فلا بد من معالجتها وحماية الاحواض المائية والا فانها ستدمر الاحواض المائية الجوفية وتعد كارثة كبرى تهدد مستقبل الامن المائي الاردني.
اضم صوتي الى ما تفضل بة كاتب المقال بان الوطن يمتلك خيرة الخبراء والكفاءات المشهودة لها عالميا والتي تمتلك المؤهلات والخبرات الكافية في قيادة ملف المياه بكل كفاءة واخلاص وامانة بعيدا عن الشخصنة والمحسوبية والمعارف وشبكة الاصدقاء. والله من وراء القصد.