بضم الألف وتسكين الزاء والحرف الأخير منها...هذه هي كلمة (أزرق) الأردنية، ولا علاقة لها بفريق الفيصلي ولا بزرقة السماء ولا بالذبان الأزرق، ولا حتى بشاطئ عينيها الأزرق، على رأي نزار قباني.
أزرق كفعل أمر حسب المواصفات السابقة هي كلمة اردنية تعني التسلل السريع بين الأشياء مكانيا وزمانيا، لا بل ولفظيا خلال الحوار أو بالأحرى خلال الجدل والمجاقمة والمجاعمة والمرادشة.
فالاردني يقضي حياته وهو يتزروق بكفاءة واقتدار، منذ الصرخة الأولى حتى القطنة الأخيرة. فهو يبدا حياته متزروقا بين الناس وهو طفل، والكل يريد ان يبوسه بلحى لكأنها وبر الصبر للرجال، ووبر الفقوس للنساء، والطفل يتهرب منهم زروقة.
في المدرسة يتعلم الزروقة بين الحصص والمعلمين أو المعلمات، ويقضي مراحله المدرسية وهو يتزروق من عصا الأستاذ، أو يتزروق بين الزملاء ليغش منهم، ولا ننسى أنه، في هذه المرحلة، يتلقى الدروس الأولى في الزروقة الكلامية، فهو يحلف بالله بكلمة (ولّط) حتى لا يقع عليه الذنب ويحلف بالباطل، وبعد ولط يفتح مزراب سحب الأفلام إلى ما لا نهاية.
يتزروق بين أرقام ديوان الخدمة المدنية والواسطة والقرايب والحبايب والمناسف، حتى يحصل على وظيفة، ثم يسرع في التزروق من الوظيفة، حتى يداوم أقل دوام ممكن ويبذل أقل جهد ممكن، ويظل يتزروق حتى يحصل على التقاعد.
الحكومات مثلنا تعلمت الزروقة، فهي تتزروق بين الأنظمة والتعليمات والقوانين لتبتكر وسائل ضريبة أخت شليته، لا أحد يعرف، ولا حتى الذبان الأزرق، كيف تم ابتكارها.
وتلولحي يا دالية.
الدستور