الأوطان مقدسة ولا تقبل المساومة من أي أحد أو أي جهة وهي مثل أحضان الأمهات لا تصنع ولا تتبدل ولا تعوض بأي شيء، كذلك فان أمن واستقرار الوطن لا يجوز المساومة عليه مهما كانت الظروف والأسباب وهو الوطن والوطنية ولا يفرقهما شيء الا السلوكيات البشرية بين السلبية والايجابية وبين التعظيم للإنجازات والانكار.
ان منطقة الإقليم الذي نعيش كتب عليها تاريخياً الصراعات والتحديات وحركات تغييرية متنوعة وكثيرة، بالإضافة الى صعوبة الظروف وقلة الإمكانيات وضعف الاقتصاد وقلة الموارد للبعض منها، ولكن هنا يبدأ الشعب واراداته بكيفية التعامل مع هذا كله وعدم السماح بان يسيطر اليأس والتذمر على حياة الناس وعدم السماح للحكومات بتسويق الفشل الإداري والاقتصادي لها وتحججها بالعجز والإمكانات والموارد وما الى ذلك.
إن الأوطان تبنى بحسن الإدارة وحسن استثمار الموارد في جميع مؤسسات الدولة ومن خلال الجد والاجتهاد والإخلاص بالنية والقول والصدق بالعمل وفي تبني ثقافة الكل يربح وليس مبدأ أنا اربح وأنت تخسر. لأن الوطنية بعنوانها الأصيل الاًعم هي التي تحافظ على الأسرة بجميع مكوناتها وعلى الأمة بجميع مقوماتها وتحترم الإنسانية في جميع أجناسها وأديانها.
الوطنية هي القاسم والعمل المشترك في الحاضر والمستقبل الامن ضمن ووفق التراث التاريخي والأخلاقي والعقائدي للحفاظ على الكرامة الوطنية وترسيخ الحرية والمساواة والتضامن على أساس الحياة المثلى لنا وللأجيال وعلى أساس فهم التغيرات التي تحدث بسرعة البرق في تكنولوجيا الحياة الحديثة، والتقدم الادمي باتجاه الحياة الرقمية، وهذا يتطلب منا ومن الدولة العمل المستمر على ترسيخ مبادئ الديمقراطية وسلطان القانون لدفع المواطن الافتخار بوطنيته وتوسيع مساحة الحرية والامن والعدل والمساواة والمحافظة على تنمية هذه القيم المشتركة المتوازنة وتقويتها وحمايتها وان تكون واضحة من خلال الدستور والقانون والسلوك الجمعي للوطن، وهذا يحتم على الدولة عدم تجاهل السلوك العام للناس وثقافة عاداتهم وتاريخ الأجيال بكل معتقداتهم ورغباتهم في الحفاظ عليها والبناء من خلالها وعليها بما يتيح إيجاد مساحات مشتركة بينها وبين الاستحقاقات التكنولوجية والتي حتمياً تغير في بنية الأجيال.