يحتار القلم بين الكلالدة والشبيلات والروابدة والرزاز والرفاعي والكهرباء!
باسم سكجها
16-01-2022 07:50 PM
يحتار القلم بما سيكتب: هل عن رئيس مفوضية الانتخاب الذي تسرّع بالتصريح عن وقف الأحزاب الحالية، قبل أن يكون هناك إقرار لقانوني الاحزاب والانتخاب؟ أم عن الناشط ليث الشبيلات الذي وجّه رسالة علنية شخصانية، متشخصنة، إلى عبد الرؤوف الروابدة؟ أم إلى عبد الروؤف الروابدة نفسه الذي قدّم رؤية في مقابلة تلفزيونية مهمّة، وقال فيها من الآخر؟
هل سيكتب القلم عن مقالات بدأ بنشرها الدكتور عمر الرزاز؟ أم عن مادة دستورية زادت من تضارب المصالح بين عضوية مجلس الأمة والملكية في القطاع الخاص؟ أم سيكتب عن غياب الأستاذ سمير الرفاعي عن جلسة مهمّة لسبب كورونا؟ أم سيكتب عن إشاعات تعديل وزاري؟
القلم محتار، فهل سيكتب عن مقابلة رئيس الوزراء مع عمون، والصراع بين كاتبين حول ما جرى في العام ١٩٨٩؟ وهل سيكتب عن تعرفة الكهرباء التي باتت لغزاً عند الناس؟ وهل سيكتب عن المطر الذي جاء مدراراً فكذّب كلّ توقعات حالات المناخ وشحن فينا الحبّ، وقد يغمر السدود، بإذن الله؟
ماذا نكتب، وقد دخل اختلط الحابل بالنابل، وباتت الأمور كما في مسلسل “غوّاري” حيث “حيص بيص”، بحيث تتداخل الشخصنة مع الأمور العامة، وبحيث يعرض كلّ شخص رأيه دون الانتباه إلى السياق العام، ولمجرد لفت الإنتباه، في مرحلة تبدو وكأنّها مؤهلة لتغيير ساحق ماحق، وفي تقديرنا أنّ هذا ليس صحيحاً بالمرة!
من كلّ ذلك الذي ذكرنا، وغيره الكثير أيضاً، نظنّ أنّ مقابلة عبد الرؤوف الروابدة مع الزميل رجا طلب تستأهل التوقّف عندها، ففيها نحو ساعة تلفزيونية تستغرق زمناً أردنياً طويلاً، منذ تأسيس الدولة، وحتى اليوم، بما فيها من تداخلات وتداعيات، فالرجل ليس إبن سنة وقليل في رئاسة الحكومة، بل كان قبلها وبعدها إبن الإدارة، وإبن علاقة تاريخية أردنية بين الضفتين، وإبن فلاحين وحراثين وجامعة أميركية بيروتية!
أعرف أنّني اختصرت قلمي بشخص، ولكنّه يستأهل، وكم أتمنى لو أنّه يعمل على تأسيس حزب، فأغلب الأحزاب الناجحة في العالم تبدأ بمبادرة فردية، وتتوسّع، وللحديث بقية!