كجري عَادِيَات الأصيل المغيرة، وركوع الجموع لله تهجدا، والصدق الذي لا يموت كالحق الرصين في صالح سيبقى بيننا ليوم البعث، يعيش حولنا أبطال في صمت، رجال الرجال رعاة الوطن وأهل القوس باريها.
في روايات ذواتِ الشنابر، واليد القصيرة، وذات قلة الحيلة، والأمر المتضرع بين يدي الله بأمنية صغيرة، يتربى أولاد الحصاد الذي كلما زهد أكتفى أهله وازدادوا صبرا في معادلة غريبة يمارسها نرد الحياة الضنكى.
يأتيك وجع موجع حد الأذى كيف لنا أن لا نذكر محاسن عشق الجنود، ونربت على كتوف الخير، ونشم عرق السبيل في الوطن إلا حين يرتقي أحدهم إلى علين، يوم تشرب الأرض دماء أبناء الوطن العظيم !.
يقفون آناء الليل، وأطراف النهار، يوم إصابة الأرض بالصقيع، والثلج، والطين، ثم فورة الزهر، والدحنون، وأتيان القمح في حقول الذهب، وصمود أشجار الشوك، يخدمون هذه الأرض فلا يعرفون من السياسة إلا حقيقيتها كلما غرزت حبا بالوطن ترعاه، كبر وعاش، فلا يجدون قراءة كذب نصوص البراغماتية، والرغائبية، ولا هم الضغوطات، لا يعرفون انتماء وولاء إلا لله والوطن والملك.
فمثل شهيد حدود الأرض محمد الخضيرات كثيرون يسيرون في مواكب الشهادة انتظارا لأجل الوطن الصابر احتسابا، لا تغريهم أماني الحياة كثيرا ، ويرضون بسبل معيشة حمدوها كثيرا بكرة واصيل.
فعلى الأكتاف نحمل شهدائنا فخرا، والجباه أمام السواري عالية أحتراما للساهرين على حماية الوطن، أبطال الأمس واليوم وغدا ، وعقيدة الجيش تكبر فينا أكثر، والحمد بعد التكبير يضيء حولنا شمعة خير، نصبر حولها أكثر حتى يعيش الوطن أبيا شديدا رغم المحن..
فحمد لله من قبل ومن بعد، سيبقى أبطال الأرض حولنا في صمتهم هوية وطنية أصيلة لا فرقة فيها .
**
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) صدق الله العظيم