لا صوت يعلو اليوم فوق صوت النواب حين يشرعون بمناقشة القوانين ذات العلاقة بالمنظومة السياسية وغيرها من المشاريع الهامة في الدورة العادية الحالية.
وقبل الشروع في ذلك، يعقد المجلس جلسة لمناقشة ما جرى في الجلسة الشهيرة التي شهدت عراكا بين عدد من النواب، ومن المتوقع اتخاذ قرار بحق أحد النواب الذين شاركوا بها.
مجلس النواب يقف اليوم أمام مفترق طرق هام جدا، وعليه أن يثبت للجميع بأنه قادر على الإنجاز وتحقيق طموحات الأردنيين.
الشعب الأردني أصابه اليأس والإحباط من كافة مجالس النواب السابقة، فالطابع الشخصي كان يطغى على مختلف النقاشات، واليوم.. المرحلة لا تحتمل سوى وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات شخصية، ولا نرغب غير الخير والتقدم خطوات للأمام.
المجلس الحالي يقع على عاتقه خطة الإنتقال بالأردن نحو مرحلة متقدمة من الحياة البرلمانية والحزبية، وأعتقد أنه قادر على ذلك إن تم تحييد الجانب الشخصي والمصالح الذاتية.
وعلينا التأكيد دوما بأن الأردن بمشاريع القوانين القادمة يمكن له التقدم خطوات كبيرة على سلم الديمقراطية، التي يأمل الجميع بأن تكون على مستوى طموحات الأردنيين.
شعب يستحق الكثير، فقد صبرنا سنوات طويلة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود منذ الإنفراج الديمقراطي، وما زالت الأمور تراوح مكانها، وقد آن الأوان لقفزات قادمة مهمة في مسيرتنا السياسية.
النواب اليوم يقفون أمام مسؤولية تاريخية، ونأمل أن يكونوا على مستوى هذه المسؤولية، وأن لا نعود نضرب كفا بكف لا سمح الله.