تصريحات اصحاب الدولة بين التفسير والتأويل
د.محمد جميعان
14-01-2022 11:02 AM
هب الكثير في تفسير التصريحات الانتقادية المباشرة وغير المسبوقة لاصحاب الدولة من رؤساء حكومات سابقين في اطارين هما:
الاول: انتقادي؛ يهاجم تصريحاتهم من منطلق انهم جزء مما جرى للوطن عبر سنوات توليهم مسؤلياتهم لرئاسة السلطة التنفيذية، وما تلاها من صمتهم على كل ما جرى وبجري، وكان جل هذه الانتقادات تتساءل:
لماذا جاءت تصريحاتهم الانتقادية الان؟
واين هم من هذه الاقوال عندما تولوا مسؤلياتهم؟
وماذا قدموا للوطن في حينه؟
والاطار الثاني: يتحمس لهم ويشجعهم على مزيد من هذه التصريحات باعتبارها جريئة وفيها نوع من البطولة والتضحية..
لعل اكثر ما تكرر من هذه التصريحات وابرزها تصريحات عبدالرؤف الروابدة، وسبقها بشكل عابر تصريحات، جاءت عبر ندوات او لقاءات لعبدالكريم الكباريتي وطاهر المصري وفيصل الفايز (مع حفظ الالقاب).
لست هنا في تشخيص ومناقشة مضامين ما تناولوه من تصريحات، فمجالها مقام آخر، بقدر ما احاول ان اسلط الضوء على زاوية وجدتها غير مطروحة، وهي ان من يتقلد السلطة التنفيذية ويقود حكومة يصبح على دراية تامة بكيفية ادارة الدولة بتفاصيلها، وكذلك يصبح على ادراك تام بالمعاضل والمشاكل وكيف السبيل الى حلها، والاهم الذي تم التركيز عليه، ان نادي رؤساء الحكومات يملك من السبل والوسائل لايصال ما يريدون على الصعيد الشخصي بسهولة ويسر، وغالبا ما تكون التماساتهم مجابة.
اذن هناك دوافع كبيرة بعيدة عن العاطفية او النزق والغضب وما الى الى ذلك، وبالضرورة بحجم تصريحاتهم الانتقادية هذه، واحسب انهم اطالوا التفكير مليا قبل ان يطلقوا تصريحاتهم هذه، ومن هنا فالرؤى واضحة لهم والدوافع معلومة لهم والمشروع بمجمله واضح، ويبقى السؤال الاساس ما الدافع اذن؟
هناك نوعين من الدوافع في هذا المجال
الاول : في طار مشروع الدولة نفسه؛ وما يتم تداوله من #تعديلات #دستورية، سيما في اطار تشكيل احزاب قوية، وفي المحصلة من السعي الى الاصلاح الى التمهيد لتشكيل #احزاب سياسية فاعلة بعمق انتقاداتهم هذه، التي تحمل ايحاءات المعارضة والاصلاح ايضا..
والثاني: ارى انه مستبعد ويقع في اطار اكبر من المطروح حاليا من تشكيل احزاب في اطار تعديلات يجري العمل عليها الان.
ويبقى دائما الراي والاجتهاد والانتظار وكما يقول المثل " اللي في القدر بطوله المغرفة ولو بعد حين".