نظرة يائسة يغلفها الإحباط.. مشاعر الكراهية الدفينة ظهرت فجأة وامتصت كل مشاعر الحب والخير في قلبه.. حتى إنطفأت شمعة الشغف في عينيه.. كل ذلك نتيجة عدم التقدير الذي يستحقه في عمله والتقليل من إنجازاته.. بالنسبة له كل التقدير موجه لمن لا يستحق.
ظل على حاله أيام و شهور.. حتى تغيرت شخصيته تماماً.. بات لا يحب عمله إطلاقاً.. يحمل الكثير من مشاعر الحقد والضغينة لزملائه في العمل.. يعمل بأقل إنتاجية ممكنة وبانعدام الإخلاص.. بالنسبة له هو يعتقد أنه كان يستحق التقدير والتكريم لإنجازاته بدلاً من يمان الذي يكاد يصل إنجازه إلى عُشْر إنجاز أمجاد.
بدأت تظهر عليه عوارض مرض جنون العظمة أو هوس العظمة، والذي يتمثل في: مشاعر وأفكار التي غالباً ما تنتج عن القلق.. الخوف.. الاضطهاد.. التهديد.. التآمر.. والاضطرابات الذهنية والنفسية، ومن أعراضه: الشك الدائم في الآخرين.. دوافعهم.. وأفعالهم.. عدم الوثوق بالناس بشكل مبالغ فيه.. الاعتقاد بأن الرسائل.. الصحف.. هي رسائل تقصده هو دون غيره.. الاعتقاد بأن لديه دور أو أهمية خاصة في العالم لا يعترف بها الآخرون ويتم إحباطها من قبلهم.. وأعراض أخرى لا أريد الخوض فيها.. كل تلك العوارض قد تحدث نتيجة قلة النوم، إضافة إلى الضغط العصبي والنفسي الكبير.
لكن ما الذي أدى إلى إصابة أمجاد بكل تلك العوارض يا تُرى؟ بطبيعة الحال أي إنسان يحتاج إلى التقدير سواء المادي أو المعنوي، الذي يشعره بعظمته و أهميته و أن له دوره الفعَّال في المنظومة التي يعمل بها.
وعليه، يجب على القائد الحقيقي مراعاة التحفيز لكل الموظفين لديه.. حتى لا تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة، إذ قد يلجأ الشخص إلى ارتكاب الجرائم.. فغالبية الجرائم التي تقع، ما هي دوافعها إلا الظهور في الصفحات الأولى من الصحف و المواقع الإخبارية، بدافع إثبات الذات متناسيين العواقب الوخيمة.