ان تشجيع الاستثمار وجعله واقعا ملموسا ليس لغزا ولا احجية بحاجة إلى كثير من البحث والتمحيص وليس سرا غامضا او عقدة مضنية الحل فالأمر أيسر بكثير مما يدور من مناقشات وجدل وتحفظات اذا توفرت الإرادة لخلق استثمارات تحرك وتنشط الاقتصاد الوطني وتؤطر لنمو اقتصادي مقبول.
ومما يجعل الأمر اكثر سهولة ويسرا هو الاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في هذا المجال من الدول المجاورة ومنها مصر وتركيا اللتين استقطبتا استثمارات بمليارات الدولارات.
تشجيع الاستثمار ضرورة ملحة وحاجة أساسية لمعالجة الاختلالات الاقتصادية ومنها المديونية الداخلية والخارجية وعجز الموازنة وضعف النمو الاقتصادي واستشراء البطالة والفقر.
ولعل من الضرورة بمكان إعادة النظر في التشريعات الناظمة للاستثمار وتقديم التسهيلات الملموسة للمستثمرين ومنها الإعفاءات الضريبية والحصول على العقار بأسعار رمزية وخفض رسوم الخدمات وإصلاح البنية التحتية وتوفير سبل المواصلات والاتصالات وتسهيل تقديم الخدمات واخذ الموافقات بعيدا عن البيروقراطية والفساد وتأخير المعاملات ووضع العقبات امام المستثمرين وخفض أسعار المحروقات والماء والكهرباء.
سيبقى الاقتصاد جامدا والنمو ضعيفا اذا لم يكن هناك مبادرة جريئة لتحفيز الاستثمار بأساليب سلسة تضمن تسهيلات وافرة وجاذبة للبيئة الاستثمارية الناجحة.