كان ذلك الانسان القريب للارض والنبات، والاكثر قربا من الشرايين التي تغذي القلوب، فكان سرعان ما يصيبها حبا وفرحا وتفاؤلا.
انه نقيب القلوب الطيبة التي تكاد تكون سمة غالبية منتسبي مهنة هي الاقرب للارض والنبات، لابل والحيوان، مهنة بكت على احد جذورها الذي يرقد في المكان الذي احب وأعد له.
محمود زياد ابوغنيمة، تلك الزهرة التي نمت في بستان تنافست فيه الاوان والروائح العطرة بدرجة تجعلك تقف محتارا ايا منها الاجمل والاكثر طيبا وقربا.
فانت بالنسبة لهذا البستان الصاحب المرحب به، و الانسان الذي تمتد جذوره في هذه الارض والتي لابد لها ان تلتقي مع جذور هذه العائلة اوتلك.
ولم تكن الجموع الغفيرة التي ودعت ذلك القلب، بعيدة عن صفات صاحبه، فكنت تشعر بدفء يحاصر ضيف القبر، وتجد من يواسيك ممن لاتعرفه اكثر من الصاحب القريب.
اما من حفر قبره فقد اضطر لاستخدام مايطوع الصخر ليليق بصاحب المواقف الذي كانت الارض الصلبة بالنسبة له مكانا مناسبا للوقوف ومحاولة البحث عن رؤية اوضح.
تلك الرؤية التي كانت بالنسبة له اقرب للصواب وتحتمل الخطأ، فكان الاختلاف معها يقطر ندى على اوراق بستان لاتزال الوانه تثير الاعجاب فتهيج معها الذكرى العطرة.