يخطف بصري هذه الفترة مطالبات الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى اللجوء أو الهجرة، والرضوخ لفكرة التحليق والإغتراب عل المواطن يجد قوت يومه وصون كرامته وتحقيق سبل العيش لا الرفاهيه في وطن يأكل أسياده اللحم ويرمون الفتات، ويطبلون للكبار ويتهافتون نحو الكاميرات بعد إفطارهم العسل والقشطة والزبدة الفرنسية ليقولون لنا تيمنا بما غنته الست فيروز: إيه في أمل!
أمل بماذا؟
بجوارب ذاك المسن المثقوبه أمام باب المعونة الوطنية، أم بصمت إمرأة أقتحمت التجاعيد وجهها وراحت تتوسل مدير البنك إعطائها سلفة لعلاج طفلتها المريضة لأن التأمين لا يشملها، أم بصراخ الشباب الذين يتوسلون أمام أبواب الحكومة لتأمين وظيفة بسيطة ليكملوا حياتهم البائسة أم بعنفوان طالب المدرسة الذي ذله التعليم الهابط في وزارة التربية والتعليم وشتته وراح يكتب شعرا على صخرة بذات الطريقة البدائية التي كتب بها كليب " لا تصالح " تذكيرا بأن تثأر له الأجيال القادمة على قربان الهزيمة لا محالة!
أمل بماذا؟
بالغرف المغلقة في ديوان الخدمة المدنية التي استنزفت طاقات الأفراد ووضعت " السفلة " تحت بقعة الضوء الساطعة ورممت اللاشيء في أبهى صورة خادعة!
أمل في أردن يموت مرضاه في مشافي الغش، ومفكريه في مقابر النكران، ومبدعيه يموتون في "موت سرير رقم ١٢"!
ونوابه يقتتلون ويتنطحون ويكذبون، أعتقد انهم بحاجة الى جماعة من الكابوي الأمريكي لرعايتهم وتصويب أوضاعهم لأن الكابوي يمتلكون الخبرة في رعاية الأبقار وتوجيهها.
إحباط الأردني هذا اليوم أشد هولا وأكثر مقتا لسيرة الأمل وسيمفونيات الساسة والسياسة، شدوا الرحال يا أردنيين نحو الحقيقة، فالعار سيأكلنا.