الزمن الجميل والحاضر الرديء
طلعت شناعة
12-01-2022 10:30 AM
بات الحديث عن " الماضي " يزعج بعض الكائنات وصارت عبارة " الزمن الجميل " ، تثير " الحساسية " لدى كثيرين.
زمان..
كان في بيتنا " عَشر " كائنات لين ذكور واناث.. وكنا نعيش في غرفتين من الطين.. وكان راتب الوالد لا يزيد على عشرين دينارا...
كنا ناكل من صحن واحد.. ولا يوجد " خيارات "..
كان الواحد منّا يجتهد ويسهر على " لمبة كاز " نمرة 2 .. كنا نتابع قناة تلفزيونية واحدة وننتظر نوم الاب ، لنسرق لحظات من مسلسل " قارب الحب ".. لنحلم بالحسناوات.
كانت لنا أحلام وكنتُ مثلا اطمح لان أكون " صحفيا " ولهذا كنتُ ارسم على دفتر " مدرسة الوكالة " الأخضر صفحات ، اتخيّلها " جريدتي " او " مجلتي " التي ارأس تحريرها.
تخيّلتُ نفسي مرة .. شاعراً .. واخترت عنوان " الديوان " على " اسم حبيبتي " (.. ) تقليدا لشعراء الغزل العذري . عنترة وامرىء القيس ومجنون ليلى.
كنا في بداية عملنا بالصحافة ، نغضب عندما " بشطب لنا رئيس التحرير " مقالة او " مادة صحفية ".. والان لم نعد " نزعل " ولا نتأثر.. فلا احد ينتظر ما نكتب.. ولا ما يحزنون.
كانت للجيل الذي سبقنا ، أحلام " قومية "، وكنا نتحدث عن " الوحدة العربية " و " تحرير فلسطين ". . وصار الجيل الحالي يحلم ب " موبايل حديث " و" وجبة هامبرغر ".... ولا يميز بين " ماركيز " و " وماركس "...
كنا ننتظر أغنيات عبد الحليم حافظ في ليلة " شمّ النسيم " ونخرج نردد مقاطع " موعود" و " حاول تفتكري " و" زيّ الهوا يا حبيبي ".
الان لا تؤثر فينا أغنيات عمرو دياب ولا تامر حسني ولا غيرهما من مطربي المهرجانات.. العابرة.
لا توجد مشاعر وكل همّ الناس تأمين الطعام واللهاث خلف أوهام الوظيفة.
لا نشعر بطعم " الحب " ولا طعم " السبانخ " .. وصورة المرأة التي كانت " حلم ".. أصبحت مزيّفى ومشوّهة.. نشك؟ في العيون ان كانت " طبيعية " اوعدسات..
للون الشعَر ان كان " باروكة او صبغة " .. ولا جدوى من كلمات الغزَل ..
كان المسؤولون " يملأون مقاعدهم " .. كانوا " زلام ".. والان.... اصبحت المناصب " واسعة " على اغلبهم.
اأقول كمان.. ؟
ويسألونك لماذا الحنين للزمن الجميل ...!!!