تتخلد سمعة الشخصية حينما تكون منسجمة مع نفسها ومنسجمةمع القواسم المشتركة للصفات والمزايا والسمات التي يجمع عليها الاسوياء من الناس بعيدا عن الابتذال والنفاق والمبالغة لمصلحة او منفعة ذاتية او خوف او رهب من مستقبل او حاضر ممجوج مترد.
الشخصية القيادية الفذة حينما تكون في موقع الخدمة العامة وتسلط عليها الاضواء ويتابع اداءها القاصي والداني والمتعلم والامي والمثقف وغير المثقف ويتلقى منها الكلام والفعل ويفند كل حركة وسكنة وإنجاز هي التي تفرض نفسها على وجدان المستمعين والمشاهدين والمراقبين.
وهي التي تكون صورة مشرقة ومشرفة تتشربها العقول ويحملها الفحول على راحاتهم وتستقر في قلوبهم وتكون كالشمعة المضيئة التي لا ينطفأ نورها ولا يخمد بريقها.
انها الشخصية الفذة الواقعية المثقفة القيادية اللطيفة المتفانية الجريئة الواقعية المدركة لمقتضيات المصلحة الوطنية والقريبة من وجدان الناس ونبض قلوبهم وألم جيوبهم وحاجاتهم الملحة ومتلازمة آمالهم وطموحاتهم وتطلعهم نحو المستقبل.
الشخصية الخالدة بعيدة عن حب(الأنا) والأثرة والجشع والاستحواذ على المكاسب وضيق الأفق والغفلة والانزلاق إلى مهاوي الردى والأعراض عن الناس وعدم تحسس مشاعرهم وتلمس متطلباتهم وحاجاتهم.
لهذا وذاك تخلدت سمعة وصفي التل وأصبح مضربا للمثل كلما حلت الجائحات ووقعت الملمات ونادى منادي الوطن واهتز الوجدان وتدفقت عواطف الألم والأمل شوقا إلى من يفك العقد ويحل الالغاز ويريح النفوس في وقت عز فيه الرجال وتضاءلت فيه الهمم وتقلصت العزائم.