ليس الخبر في أن رئيس الحكومة يجري مقابلة مع وسيلة إعلامية أردنية، فهذا عرفناه آلاف المرات، ولكن الخبر هو في أن الرئيس يختار وسيلة الكترونية، وفي اليوم التالي لمؤتمر صحافي حافل، والخبر يقول أيضاً إنها أول مقابلة شخصية له، تحمل شكل البوح، مع الاعلام المحلي والخارجي.

(عمون) كانت هي الوسيلة، وهذا ما ينبغي لنا الاحتفال به، فالأمر لا يحمل شكل الاعتراف بها وبشقيقاتها فحسب، بل في كون المقابلة صوتاً وصورة، ونصاً بالكلمة والحرف، ولا أظنّ أن الأمر انتقاصاً من الوسائل التقليدية حيث الصحف المطبوعة، والتلفزيون الاردني وقناة المملكة، بل هو تكريس لشيء أثبت كونه أحد أهم عوامل التأثير في مجتمعنا.

هذا، في علم الاعلام، أن الوسيلة تحمل شكل الوسائط المتعددة، وقد قدّمته عمون في تلك المقابلة، مع رئيس الوزراء، في أحسن ما يجب، فقد توزّع عبر كل ما أمكن اختراعه من تكنولوجيا، وانتشر بسرعة البرق، ولعله سيحمل ردود فعل أكثر ممّا سيكون على وسيلة تقليدية.

حتى رئيس الحكومة نفسه، فقد كان أريحياً أكثر بكثير مما لو كان يجريها في وسيلة تقليدية، فالأسئلة التي قدمها سمير الحياري كانت تعتمد أساسيات العمل المهني الصريح، وهذا ما جعل من الأجوبة أكثر عفوية، ومن القلب، ولعلّ بشر الخصاونة كان مرتاحاً حيث أجاب دون مواربات عن تساؤلات لم تطاله من قبل!

في تقديري أن عمون كسبت سبقاً تاريخياً، وفي تقديري أيضاً أن رئيس الحكومة ربح وجوده كما هو، دون اختصار او استعراض، فعرض نفسه وتجربة حكومته دون تزلّف أو تزييف، وفي آخر الأمر، فالشكر للوسيلة، والشكر للنتيجة، ويبقى أنني سألت الاستاذ الحياري: ماذا خرجت من انطباعات شخصية؟ فأجابني: الرجل متمكّن، ومتمكن جدًا ، وللحديث بقية!