يتبرعون بدمهم المحمول على أكفّهم
كمال زكارنة
11-01-2022 12:53 PM
لا يتوانى نشامى الامن العام عن تلبية النداء والاستجابة لصوت الملهوف واغاثة المحتاج، ويتسابقون للتبرع بدمهم الذي هو اغلى ما لديهم، المحمول على اكفهم لحماية الوطن والمواطن والممتلكات العامة والخاصة، والذود عن الحمى، وفرض النظام العام ومنع الفوضى والاعتداءات بكل اشكالها وفي جميع الاوقات والاماكن، وما الى ذلك من مهمات وواجبات موكوله اليهم.
ليست المرة الاولى التي يهب فيها نشامى الامن العام، للتبرع بدمهم لإنقاذ حياة مواطنة في مستشفى البشير، او انقاذ مواطن لا يعرفونه ،ولا يعرفون حتى اسمه ولا اية تفاصيل عنه، وانما دافعهم في ذلك انساني محض، لا يبتغون الا مرضاة الله ، وعمل الخير والمساعدة الإنسانية، وهو سلوك حضاري راقي يعبر عن التضحية والفداء والشهامة والنخوة والكرامة والشجاعة ،والشعور مع الآخر والوقوف الى جانبه في اشدّ الاوقات واصعب الظروف واقساها، انها صورة انسانية عزّ نظيرها، فهذا الشرطي رجل الامن الذي تراه في ميدان الرجولة ،عنيفا ماردا مرعبا لا يهاب الموت، قاسيا لا يتردد ولا يعرف الخوف، وهو ينفذ المهام المطلوبة منه بكل شجاعة واحتراف، تجده انسانا عطوفا يمد يده وذراعه بكل هدوء ولين، متبرعا بدمه لانقاذ حياة شخص آخر ينتظر الفرج ،وهو وذوه يعدون الثواني والدقائق والساعات ،بانتظار وحدات الدم النقية الطاهرة التي قدمت له عن طيب خاطر.
مشهد ولا اجمل ولا اروع ،وانت ترى النشامى يستلقون على اسرّة التبرع بالدم بجانب بعضهم البعض، واياديهم ممدودة بشرف ورجولة وانسانية، مشهد يجعلك تفيض حبا للوطن وفخرا برجاله، كيف لا، وجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني، في كل المواقف يكون اول المتبرعين وفي مقدمتهم وعلى رأسهم، وهؤلاء النشامى جنود ابا الحسين الذين تعلموا من قيادتهم الهاشمية ، الاباء والايثار والفداء والتضحية ،وقبل كل شيء العمل الانساني وحب الخير والانتماء والوفاء.
بصمات النشامى في مختلف صنوف القوات المسلحة والاجهزة الامنية ،واضحة ومعروفة محليا وعربيا ودوليا، فأينما يذهبون للقيام بمهمات وواجبات معينة، يتركون اثرا طيبا وسمعة مشرفة.
انها تربية انسانية واحتراف مهني واعداد عسكري على اعلى المستويات، يكسر كل الحواجز بين المواطن ورجل الامن، ويعزز الثقة بجهاز الامن العام ،والمؤسسة الامنية والعسكرية عموما، ويقصر المسافة ويجسر العلاقة بينهم.
لم يعد رجل الامن ذلك الشخص الذي يجب الحذر منه ،بل اصبح وجوده مطلوب، في كل مكان يصل اليه المواطن، لأن في وجوده الطمأنينة والراحة النفسية والشعور بالامن والامان، خاصة على الطرق الواصلة بين المحافظات، وكذلك داخل المدن، فهو الضمانة الاقوى لحماية الناس وممتلكاتهم، والعين الساهرة على راحتهم وامنهم.