كازاخستان بين القومية والمحمية
د. حازم قشوع
11-01-2022 12:06 AM
تعيش كازاخستان ازمة حقيقية ليست ذاتية بدوافعها الكلية وان كانت تبدو كذلك نتيجة حالة الانقسام بين القوميين والديموقراطيين والليبراليين الذين يتزعم الرئيس قاسم توكاييف لكنها في مضمونها تقع بين ضمن اسقاطات حالة الشد والضغط التي يتعرض اليها اقليم اسيا الوسطى وهو يقبع بهذه الفترة بين ترسيم القومية التركية التي نجحت إسطنبول في إيجاد مركز لتشكيلها على امتداد اسيا الوسطى وبمجتمعاتها الخمسة وبين دوائر المحمية الروسية التي لا تريد لاحد ان يدخل في حاضرة محميتها الاستراتيجية الأمنية.
وما بين العمق التركي ذي الابعاد القومية واحلام الناتو التركي لاعادة تشكيل الإمبراطورية العثمانية ومقاييس الامن الروسي الذى يريد ان يعيد بسط نفوذه بمحيطه في اوكرانيا وكازخستان كما في بقية الجمهوريات التي كانت سوفياتية تعيش كازخستان ازمة منهجيه بين مؤيد للتيار الأمني ذو القوة الاستراتيجية الروسية ومناصر للمد القومي بأبعاده الاثنية وعناوينه الاسلامية الامر الذى يجعل من المسالة الكازاخية حالة اقليمية ان لم تكن اممية.
وهذا ما يجعل الحالة الكازاخية بحاجة الى روافع اخرى تساندها حتى تستطيع ان تحدث ذات التوازن تنشده حالة الاستقرار بين قطبي معادلة الشد في المعادلة الناشئة التي كان يمارسها باقتدار الرئيس السابق نور نزار باييف وهو الزعيم الذى كان يجيد كيفية التعامل واليات التعاطي مع القوى المحيطة ولقد استطاع ان ينشا مدينة استنا لتكون العاصمة لكازاخستان لتكون بمنأى عن حالة التجاذب بدلا من الماتا مسقط راس الرئيس قاسم توكاييف التي كانت قريبة من الحدود التركية .
ليس إسطنبول وموسكو فقط من يدخل لاعب رئيس في هذه المسالة لكن الصين ايضا لها دور بما يحدث لانها ستقطع الخط الواصل على الامة التركية من الوصول الى تركستان الشرقية في الصين التي تقع على حدود الناتو التركي طور التشكيل وهذا ما يجعل من المصالح الصينية والروسية تلتقى في دعم قاسم توكاييف في تحقيق الغلبة للمحمية الروسية على القومية التركية الا اذا كانت هنالك نصرة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة او من ايران من واقع طاجيكستان ذات الاثنية الفارسية لكن التدخل العسكري الروسي يبدوا انه استطاع ان يبرهن وجوده ويثبت اوتاده في كازاخستان كما في اوكرانيا والسؤال الذى يسأله الكثيرون من المراقبين ماذا بعد كازاخستان في ارساء قواعد المحمية الروسية هل ستكون اذربيجان تمهيدا للوصل مع سوريا هو السؤال الذى سيبقى برسم الخطوة القادمة الروسية .
(الدستور)