وتنفض المرأة الرماد عن طائر الفينيق ليحلّقَ من جديد!
ناديا هاشم العالول
10-01-2022 11:35 PM
لا شك أن الإنجازات السياسية والإعلامية والصحفية التي أنجزتْها المرأة مؤخرا على الساحة العالمية هي بمثابة نجاحات يُشار إليها بالبنان.. فكأنها بنجاحها هذا أنعشت طائر الفينيق/ العنقاء/ الخرافي وعاد يشق عنان السماء من جديد.. بالمناسبة استوحيتُ عنوان المقالة من لقطة تصويرية كنت اقتنصتها حديثا بعدسة موبايلي لغروب استثنائي يشبه الفينيق بلونه الناريّ وشكله الأسطوريّ..
نستهل بعض هذه الإنجازات بمقال نشرته الكاتبة «هارييت ويليامسون» في صحيفة الـ"إندبندنت» تحت عنوان «شكرا إيما واتسون.. الحقوق الفلسطينية تستحق المناصرة والاهتمام».. وذلك ردا على الهجوم الإسرائيلي على نجمة أفلام «هاري بوتر» الذي اتّهمها بمعاداة السامية بسبب منشور نشرته على صفحتها داعم للفلسطينيين.. فقامت «إيما واتسون» بوضع منشور على حسابها بانستغرام يتابعه 63 مليون شخص أظهرت فيه هي الأخرى احتجاجا مناصرا للفلسطينيين.. ولم يستغرق الأمر سوى دقيقة من «داني دانون» السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة ورئيس حزب?الليكود لكي يوجّه تغريدة اتهام لواتسون متهمها بمعاداة السامية..
فردّت ويليامسون على دانون مضيفة بأنه «لا يجوز الخلط بين اليهودية/ السامية/ وسياسات الحكومة الإسرائيلية»..
ويتأتى إنجاز آخر لـ«منى يول» سفيرة النرويج بالأمم المتحدة التي أصبحت رئيسة لمجلس الأمن الدولي بكانون ثاني 2022 حيث ناقشت مع الصحافة أولويات الرئاسة لمجلس الأمن خلال هذا الشهر المتمحور حول دور المرأة في السلام والأمن وحماية المدنيين والمناخ ثم السلام والمصالحة، عازمة على عقد لقاءات حول المرأة والسلام والأمن لدورها/ المرأة/ الكبير في بناء السلام وفي الدفاع عن حقوق الإنسان..
وستدعو إلى لقاء على مستوى وزاري برئاسة وزيرة خارجية النرويج «هويتفيلد» يوم 18 كانون الثاني لتركّز الرئاسة النرويجية في هذا اللقاء على دور المجتمع المدني واشراكه في عملية تمكين المرأة.. علاوة على انها ستعقد جلسة خاصة بحماية المدنيين وبخاصة الأطفال، حيث سيترأس الجلسة رئيس وزراء النرويج..
فعلا برنامج عمل مكثّف تنوي متابعته وتطبيقه..
وقد أعربت رئيسة مجلس الأمن الدولي عن رأيها بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بضرورة عدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب من شانها الإضرار بالسلام وحل الدولتين، متسائلة:
- من الذي يبني المستوطنات؟
- من الذي يصادر الأراضي؟
- من الذي يهدم بيوت الفلسطينيين؟
- من الذي وضع غزة تحت الحصار طيلة هذه السنوات؟
- مَنْ الذي يحتل مَنْ؟
- من الذي ينتهك القانون الدولي؟
- من هو ضحية هذه الانتهاكات؟
حيث علّقت أخيرا بالقول:مواقفنا فيما يتعلق بإسرائيل وإخلاء البيوت تنسجم مع قرارات المجلس الدولي لمطالبة اسرائيل بالتوقف عن اتخاذها مثل هذه الإجراءات أحادية الجانب..
منبهة الجانب الفلسطيني بالوقت نفسه إلى ضرورة وجود سلطة «واحدة» تعود إلى طاولة المفاوضات متكلمة بصوت واحد وتكون مخوَّلة للتفاوض مع الآخر...
قد يعلّق البعض بأن «يول» لم تأت بجديد؛ فقد سبقها قرار مجلس الأمن 1325 الذي يحمل مضمونه نفس مُدخلات المرأة والسلام «منذ عشرين عاما ونيف».. وهذا صحيح.. ولكن لم يُنَفّذ فعليا إلا من خلال مطالبات ومتابعات هامشية لم تأت بإصلاح جديد للحال القائم عليه.. لأن هنالك من يأتي ويعطّلها..
وأخيرا، نتوقف عند مؤسسات المجتمع المدني العالمية والمحلية، فعلى سبيل المثال تتابع مجموعة السلام النسائية الدولية (IWPG) دعم المرأة لتنشر ثقافة السلام بين الأجيال.. وأفتخرُ شخصيا لمشاركتي أخيرا بلجنة تحكيم مسابقة نظّمَتْها المجموعة.. مسابقة شعرية عالمية للنساء محورها «السلام المنبثق عن التسامح واحترام الآخر» يتطابق مع أجندة رئاسة مجلس الأمن الدولي..
ومع ذلك ما زال البعض يتساءل: لماذا المرأة؟
فنجيبهم: لأنه لا تنمية بدون سلام.. ولا سلام بدون تنمية..
وبدون المرأة لن يتحقق سلام ولن تتحقق تنمية!
كيف؟ وِصْلَتْ؟
(الراي)