العودات يكتب: إلى الحاج حيدر مراد .. أيها السيد العربي النبيل
ياسين العودات
10-01-2022 03:54 PM
عمون - كتب ياسين العودات:
يا من غادرتنا بسرعة في ليلة من ليالي الدنيا القصيرة، فأنت واحد من أبناء هذا البلد, منهم وفيهم، فمنا تحية لك ومن كل المحبين تحية ودعوات بالمغفرة والرحمة على ما قدمت من صنائع المعروف في السنوات العجاف ونتذكر بعضاً من مواقفك العظيمة مع ابناء الأردن الكبير، نتذكرك جواداً من أجواده الكرام وهم كثيرون مثل شهداء الأردن وفلسطين، نتذكرك مع ارفيفان المجالي وعبدالله ابو طويلة، وعبدالله العقيل وعلاوي الكباريتي وابو جابر وعبد القادر الحسيني والشيخ الجعبري وصبيح المصري وعبدالله التل وخيرة ابناء الأردن وفلسطين.
الحاج حيدر رحمه الله كان يصدق فيه قول الشاعر
تراه إذا ما جئته متهللاً ****** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولم لا نضع اسمك المفضال بين أجواد الأردن وأجواد العرب وسأروي لك خبر الجود في هذه الآمة الفاضلة: كان لنا في الإسلام احد عشر جوادً، منهم عبيد الله بن العباس وعباس بن جعفر وسعيد بن العاص وسالم بن زياد وطلحة الطلحات وعكرمة الفياض، فأما عبدالله بن عباس فهو اول من فطّر جيرانه وأول من وضع الموائد على الطريق وان رجلاً اتاه فقال له: يا ابن عباس أنّ لي عندك يداً وقد احتجت إليها، فصّعد فيه بصره وصوبه فلم يعرفه، فقال ما يدك عندنا: قال له رايتك واقفا بزمزم وغلامك يملأ لك من مائها والشمس قد صهرتك فظللتك بطرف ردائي (كسائي) حتى شربت فقال: أجل أني لأذكر ذلك ثم قال لغلامه ما عندك من مال ، قال مئتا دينار وعشرة الاف درهم ، فقال ادفعها إليه وما أراها تفي بحق يده عندنا، فقال له الرجل: والله لو لم يكن لاسماعيل ولد غيرك لكان فيه كفاية فكيف وقد ولد فيه سيد الاولين والآخرين ثم شفع بك وبأبيك .
وعند العرب أيضا طبقة من هؤلاء ، عن الحكم بن حنطب الذي قال قوم فيه : قدم علينا وهو مملق فأغنانا ، وعندما قيل لهم كيف ؟ قالوا علمنا المكارم ، فعاد غنينا على فقيرنا ، اما معن بن زائدة ويزيد ابن المهلب وعدي بن حاتم فهم من سادة قومنا في هاذا الباب من أبواب المروءة في رجالات العرب .
اما انت الحاج حيدر وابيك من قبل رحمة الله عليكما فقد كنتما كبيرين بمواقفكما ، وكان الاردن فخور بكما وستبقى انت وابيك الرجال النماذج والضرورة لهذا الزمان ، وقد كنتما ذلك وفتحتما كل شي هو لكما نافذة يضيء هذا الزمان الذي نراه زمناً يقوم على الصدق والمروءة وكبار الأردنيين النبلاء زمانا يقوم على العدل والكرامة متحررا من كل عوادي الزمان، فبعدك يا أيها السيد النبيل : لقد تعدلت وتبدلت.
فلا أزال اذكر انك كنت صاحب رأي سديد ومشورة لا ثمن لها يختصرها سؤال الملك الحسين بعد ان يتفحص كل الأحوال والآراء ويحدق في الآفاق ثم يقول : شو رأي الحج حيدر ؟ فهل بعد هذا الكلام كلام فعليكم جميعاً رحمة الله وغفرانه كلما طلعت شمس أو لاح نجم.