تسمية الامن القومي هي تسمية لا تنطبق على الدول العربية ومع تسليمي بان الكثير من الباحثين العرب قد استخدم هذا المصطلح في تعريف الامن الوطني فمثلا يعرف احمد فؤاد رسلان الامن القومي بانه " الحالة التي تكون فيها الامة بكيانها الذاتي وشخصيتها القومية بعيدة عن تسلط او تهديد اي قوة خارجية ", وهنا نلاحظ بان الحديث هو عن الامة وهذا ليس اختصاص دولة بحد ذاتها وانما تحالف من الدول مثل جامعة الدول العربية او منظمة الاتحاد الاسلامي فحتى منظمة الدول الخليجية بقيادة المملكة السعودية فاهتمامها الرئيسي هو بالامن الاقليمي حسب التعريفات الامنية المتطابقة مع نظرية الامن الاقليمي لباري بوزان.

يقول طلعت احمد مسلم بان الامن القومي هو " تامين كيان الدولة والمجتمع ضد الاخطار التي تهددها داخليا وخارجيا وتامين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصاديا واجتماعيا لتحقيق الاهداف والغايات التي تعبر عن الرضى العام في المجتمع ", اما امين هويدي فيعرف الامن القومي " الاجراءات التي تتخذها الدولة في حدود طاقتها للحفاظ على كيانها ومصالحها في الحاضر والمستقبل مع مراعاة المتغيرات الدولية".

بينما يعرف عدلي حسن سعيد الامن الوطني بانه " يهدف الى تأمينها من الداخل ودفع التهديد عنها من الخارج بما يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له استغلال اقصى طاقاته للنهوض والتقدم والازدهار".

وحتى لو سلمنا بان المراد بالامن القومي هو عدم التقوقع في الداخل وانما التأثير في المحيط الخارجي فهذا ايضا لا ينسحب على الامن القومي وانما هو من ابجديات الامن الوطني الذي عادة ما يمتلك مجال للتأثير واخر للاهتمام.

الامن القومي هي حالة خاصة تنشأ لقومية معينة متوزعة بين عدة دول وتاخذ دولة معينة مهمة التصدي لاي خطر يحدث لهذة القومية بغض النظر عن موقعها الجغرافي وهذا مشابه لحالة القومية العربية حيث يقول حاتم رشيد بان " الامن القومي قد ارتبط في مرحلة تصاعد المد القومي العربي في المرحلة الناصرية ولاحقا مع انتهاء المد القومي وبروز الدولة القطرية فان البعض يحاول ان يصور امنه الوطني بانه قومي وفي هذا تفتيت لوحدة الامة العربية " .

حالة الخلط في التسمية نتجت عن عدم وجود مثيل حقيقي في اللغة الانجليزية للمراد به في اللغة العربية ومع ذلك فان الحالة الاوروبية مخالفة للدول العربية.