لقد غاب عن أصحاب السعادة النواب، الإشكالية اللغوية عند إضافة كلمة الاردنيات والتي حسب ما اشار العديد من النواب والقانونيين واللغوين انها "لزوم ما لا يلزم". فلست هنا بمحضر التعليق على مع او ضد إضافة الاردنيات، فالأردنيات على الرأس و العين ( الام و البنت و الأخت والزوجة و الجدة و الخالة والعمة ) و لهن كل التقدير و الحب والاحترام في الدستور( الأردنيون و تشمل الذكور والاناث ) علاوة على ذلك ، لدينا دستور الدساتير في العالم والذي يعلو على كل دساتير الدنيا و هو كتاب الله عز و جل و سنة رسوله صلى الله علية و سلم ، حيث نالت المرأة فيه ما لم تناله لا في الدساتير العالمية ولا في كل مواثيق حقوق الانسان، فاشرف امرأة في العالم و اقدسهن هي سيدتنا مريم عليها السلام بقوله تعالى : ﴿وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ آل عمران: 42.
والسؤال المطروح، هل هذه الإضافة ستزيد من احترام المرأة ومكاناتها في المجتمع الأردني، وهل المرأة الأردنية قبل التعديل كانت في وضع منقوص لا سامح الله. فالمرأة تصدرت أعلى المناصب في الدولة في المواقع العسكرية والمدنية والدبلوماسية والسياسية والقضاء و الاعلام و الطب و الهندسة وفي القطاع الخاص و مواقع هامة في الدولة و داخل الأردن و خارجه .
وها هو مجلس النواب مشكوراً بعد جهود مضنية ومبكية ومحزنة و"مسلية " و جامعة و مفرقة و مفرحة ، من منطلق مبادئ الديمقراطية و حرية الرأي والرأي الاخر ، بغض النظر عن الصورة القاتمة التي تركها نفر من أعضاء مجلس النواب على الساحتين الداخلية والخارجية ...!!! و ما ان انتهى المجلس من التعديلات الدستورية ووافق عليها، حتى رفعت الى مجلس الاعيان الموقر / مجلس الملك .
وارغب هنا ان اشير الى ملاحظة هامة على الصعيد اللغوي، نظراً لما يتمتع به أصحاب الدولة والمعالي والسعادة في مجلس الاعيان من كفأات عالية وخبرات جليلة وتمكن وتمتن لغوي: في اللغة العربية واللغة الإنجليزية والفرنسية واللغة الإيطالية وربما لغات أخرى، ان يتوقفوا عند الاشكالية اللغوية التي خلقتها إضافة كلمة الاردنيات. أملاً ان يتم مراجعة المادة ٦/١ بعد الموافقة على تعديلها من قبل مجلس النواب الموقر، لكي تكون الصياغة منسجمة مع اللغات الرئيسية الأخرى والمعتمدة في الأمم المتحدة. اترك هذه الإشكالية للسادة أعضاء مجلس الاعيان، املاً ان نرى تفسيراً لغوياً على اقل تقدير، والمعروف أن الأردن من الدول التي تتمتع بتقدير واحترام على المستوى الدولي وخاصة المكانة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله .
فعندما يطرح السؤال باللغة الإنجليزية، على معالي رئيس مجلس النواب السيد عبد الكريم الدغمي والوفد الموافق له في زيارة لاحد الدول الأوروبية، ما هو التعديل الذي اجريتموه على الدستور الأردني /المادة السادسة١، ماذا سيكون جواب معاليه!!!. و بالتالي آحببت ان ارفق ترجمة غير رسمية لبعض اللغات الدارجة في العالم و في الأردن على الخصوص و خاصة ان استعمال اللغة الإنجليزية في الأردن امر شائع و دارج حتي في وسائل الاعلام المرئي، والتي تضعنا أحياناً في حرج لغوي لسنا بحاجة اليه :
المادة 6/1 من الدستور الأردني بعد التعديل:
العربية
المادة 6:
الأردنيون والاردنيات أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين.
الدفاع عن الوطن وأرضه ووحدة شعبه والحفاظ على السلم الاجتماعي واجب مقدس على كل أردني.
تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين.
الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها الشرعي ويقوي أواصرها وقيمها.
يحمي القانون الأمومة والطفولة والشيخوخة ويرعى النشء وذوي الإعاقات ويحميهم من الإساءة والاستغلال
الإنجليزية
Article 6:
Jordanians and Jordanian women are equal before the law. There is no discrimination between them in rights and duties, even if they differ in race, language or religion.
Defending the homeland, its land, the unity of its people, and maintaining social peace is a sacred duty for every Jordanian.
The state guarantees work and education within the limits of its capabilities and guarantees tranquility and equal opportunities for all Jordanians.
The family is the foundation of society, based on religion, morals and patriotism. The law preserves its legal entity and strengthens its ties and values.
The law protects motherhood, childhood and old age, cares for young people and people with disabilities, and protects them from abuse and exploitation.
الفرنسية
Article 6 :
Les Jordaniennes et les Jordaniennes sont égales devant la loi. Il n'y a pas de discrimination entre elles en droits et devoirs, même si elles sont diffèrent par la race, la langue ou la religion.
Défendre la patrie, sa terre, l'unité de son peuple et maintenir la paix sociale est un devoir sacré pour chaque Jordanien.
L'État garantit le travail et l'éducation dans les limites de ses capacités et garantit la tranquillité et l'égalité des chances pour tous les Jordaniens.
La famille est le fondement de la société, fondée sur la religion, la morale et le patriotisme. La loi préserve son entité juridique et renforce ses liens et ses valeurs.
La loi protège la maternité, l'enfance et la vieillesse, s'occupe des jeunes et des personnes handicapées et les protège des abus et de l'exploitation.
الاسبانية
Articulo 6:
Los jordanos y las mujeres jordanas son iguales ante la ley. No hay discriminación entre ellas en cuanto a derechos y deberes, incluso si difieren en raza, idioma o religión.
Defender la patria, su tierra, la unidad de su pueblo y mantener la paz social es un deber sagrado para todo jordano.
El estado garantiza el trabajo y la educación dentro de los límites de sus capacidades y garantiza la tranquilidad y la igualdad de oportunidades para todos los jordanos.
La familia es el fundamento de la sociedad, basada en la religión, la moral y el patriotismo. La ley preserva su personalidad jurídica y refuerza sus vínculos y valores.
La ley protege la maternidad, la infancia y la vejez, se preocupa por los jóvenes y las personas con discapacidad y los protege del abuso y la explotación.
الإيطالية
rticolo 6:
Giordani e donne giordaniane sono uguali davanti alla legge, non c'è discriminazione tra loro in diritti e doveri, anche se differiscono per razza, lingua o religione.
Difendere la patria, la sua terra, l'unità del suo popolo e mantenere la pace sociale è un dovere sacro per ogni giordano.
Lo Stato garantisce lavoro e istruzione nei limiti delle sue capacità e garantisce tranquillità e pari opportunità a tutti i giordani.
La famiglia è il fondamento della società, fondata sulla religione, la morale e il patriottismo, il diritto ne preserva l'entità giuridica e ne rafforza i legami ei valori.
La legge tutela la maternità, l'infanzia e la vecchiaia, si prende cura dei giovani e delle persone con disabilità e li protegge da abusi e sfruttamento.
أما لو بقيت المادة ٦ / ١ كما وردت سابقاً بالدستور لما كان لدينا مشكلة باللغات الأخرى:
الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين.
الدفاع عن الوطن وأرضه ووحدة شعبه والحفاظ على السلم الاجتماعي واجب مقدس على كل أردني.
تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين.
الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها الشرعي ويقوي أواصرها وقيمها.
يحمي القانون الأمومة والطفولة والشيخوخة ويرعى النشء وذوي الإعاقات ويحميهم من الإساءة والاستغلال.
:
Jordanians are equal before the law. There is no discrimination between them in rights and duties, even if they differ in race, language or religion.
Defending the homeland, its land, the unity of its people, and maintaining social peace is a sacred duty for every Jordanian.
The state guarantees work and education within the limits of its capabilities and guarantees tranquility and equal opportunities for all Jordanians.
The family is the foundation of society, based on religion, morals and patriotism. The law preserves its legal entity and strengthens its ties and values.
The law protects motherhood, childhood and old age, cares for young people and people with disabilities, and protects them from abuse and exploitation.
واذا كان هنالك إصرار على التعديل ( لزوم ما لا يلزم ) ، يمكن ان يكون التعديل كالتالي و نقطع الشك باليقين :
المادة ٦:
الأردنيون رجالاً ونساءً أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين.
الدفاع عن الوطن وأرضه ووحدة شعبه والحفاظ على السلم الاجتماعي واجب مقدس على كل أردني.
تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين.
الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها الشرعي ويقوي أواصرها وقيمها.
يحمي القانون الأمومة والطفولة والشيخوخة ويرعى النشء وذوي الإعاقات ويحميهم من الإساءة والاستغلال
Jordanians men and women are equal before the law. There is no discrimination between them in rights and duties, even if they differ in race, language or religion.
Defending the homeland, its land, the unity of its people, and maintaining social peace is a sacred duty for every Jordanian.
The state guarantees work and education within the limits of its capabilities and guarantees tranquility and equal opportunities for all Jordanians.
The family is the foundation of society, based on religion, morals and patriotism. The law preserves its legal entity and strengthens its ties and values.
The law protects motherhood, childhood and old age, cares for young people and people with disabilities, and protects them from abuse and exploitation.
هذه ملاحظة لغوية فقط أحببت أن اتركها أمام مجلس الاعيان الموقر / مجلس الملك.... فذكر ان نفعت الذكرى ... اللهم إني بلغت ...اللهم اشهد. مؤكداً انني مع كامل حقوق المرأة الأردنية والمساواة الكاملة مع الرجل غير المنقوصة ضمن القواعد الشرعية الثابتة لديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا الحميدة. وان نسجل تحفظنا كحكومة اردنية في حالة التوقيع على اية مواد او ملاحق لاتفاقيات دولية تتعارض مع هذه الثوابت. عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : الحلال بيِّنٌ، والحرام بيِّنٌ، وبينهما مُشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتَّقى الشّبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه، ومَن وقع في الشّبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يُوشك أن يقع فيه، ألا وإنَّ لكل ملك حمى، ألا وإنَّ حمى الله محارمه، ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب.
ajlounifamily@hotmail.com
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية