مهما كانت حرفية المحللين فإنهم بلا شك لا يستطيعون القول ان وضع أمتنا السياسي بخير، بل كل التطبيل الإعلامي التبريري لا يستطع إقناع أغرار السياسة فكيف بمحترفيها ومدمنيها.
حالنا لا يخفى لأن كل شيء صار على المكشوف حيث التفرد في السلطة يزداد وكأن الشعوب ما هي إلا قطعان ماشية تذبح وتحلب وترجم بالحجارة أو العصا !! كيف وصل الحال بنا إلى تفرد شخص بكل السلطات فيغلق البرلمان ويهاجم القضاة ويتلاعب بالنصوص وينظّر للبلد وكأنها ليس فيها مفكرون ولا سياسيون ولا أحزاب ولا جماعات. واحد يأتي ببزته العسكرية منتقدا"الانقلاب الذي سبقه ثم يتباكى على وطنه وأنه يريد الخير للوطن والشعب حتى لو قتل الناس في الشوارع والطرقات وقال للناس بلسان الحال " انا ربكم الأعلى " !! .
ثالث يخاطب شعبه الذي يعد بعشرات الملايين بقوله" لقد قلنا لك " فضمير التفخيم له ( قلنا) ، بينما ضمير الفرد للملايين (لك)!
رابع لا يرف له جفن والقتل والهجرة مستمران في بلده منذ زمن ، والقوات الأجنبية المحتلة تملأ البلاد طولا" وعرضا" ، كل ذلك غير مهم لأن بقاءه هو المهم ، وبقاؤه عنوان النصر والانتصار !! . والناعمون الجاثمون تحت عباءة الديمقراطية المخرومة والتي لا تستر عورة ، رغم أنها تنتج مجالس يسبها الناس حيث ديكور مسرح العرائس وحركات الأكروبات والسيرك واضحة فيها ، والأسود مروضة ، والقرود تتراقص، والخيول مدجنة ترقص على جراح وجمر الاحتلال والتطبيع والغلاء والفقر والبطالة وأخبار لصوص الملايين والتحويلات التي ملأت البنوك الخارجية مع فتات العلف الذي يرش في بطون صغار زمرة الجرب والتي لا تشبع.
حالنا موضع تهكم العالم وكلنا يتذكر قول ترمب الفظ الغليظ : هؤلاء ليس لديهم إلا المال ، وبالطبع هو يعرف أن مالكي المال محدودون بينما الفقر والقهر يملأن الساحة العربية حتى باتت كورونا رحمة لمن يموت ليرتاح من رؤية ما يجري على أقل تقدير.
الصورة سوداء وبشعة ومقززة ولكن المهم فيها أن النهايات اذا استمر المسلسل ستكون مؤذية للجميع وقد رأينا نهاية ملك ملوك أفريقيا ، ونهاية زين العابدين الهارب من الشعب لكنه لم يستطع الهروب من الموت ، ونهاية علي عبدالله صالح ، وما كنا نريد لهم هذه النهاية بل كنا نريد منهم أن ننجح جميعا" بنجاح الوطن كل الوطن وهذا لا يمكن أن يتم بالممارسات الحالية في السياسة والاقتصاد والإدارة والتعليم والإعلام وغيرها من جوانب الحياة . نقول : لم تفت الفرصة ولكن الوقت ينفذ والزمن يتسارع والشعوب أبقى من حكامها والتاريخ يسجل وعين الله لا تنام ( وهو معكم أينما كنتم ) .