يبدو " والله جل جلاله أعلم " أننا نعيش حقبة آخر الزمان وأن الساعة قد أزفت أو هي أوشكت، والدلائل والإشارت الكونية والحياتية وطرائق التعامل بين الناس، جلها لا بل كلها تنبئ وتنذر بذلك بوضوح تام.

باختصار .. من المؤشرات الدالة على ما أقول، تلاشي قيمة "الاحترام" بين بني البشر، وهي قيمة عظمى لا يمكن للحياة أن تستقيم إن هي ضاعت وحلت مكانها قيم بالية ليست بقيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وباختصار أكثر كذلك، فإن "المحترم" في هذا الزمان المنفلت، لا مكان ولا قيمة له وسط الزحام، حيث تشتد وتيرة ما يسمونه زورا وباطلا، "الفهلوة والشطارة في اقتناص الفرص بوسيلة النفاق المقترن عند الله سبحانه بالكفر" والعياذ بالله.

حال من لا يستطيع جينيا وإنسانيا وأخلاقيا إلا أن يكون مؤدبا محترما في هذا الزمان العفن، هو حال الحليم الحيران الذي تأبى عليه كرامته وخلقه أن ينزلق في سوق "نخاسة" عنوانه النفاق والتصيد والادعاء والكذب والتسلق على أكتاف غيره كنهج بال لا يجيده إلا القاصرون فكرا وعطاء وتجردا ونزاهة وإخلاصا للحياة.

محزن جدا أن تنحسر قيم "الأدب" بين الكثرة الكاثرة من الناس في زماننا هذا، فترانا نتحسر على زمان مضى كانت قيم الاحترام من أقوى شيم الرجال الذين يحبهم الله ورسوله والكافة من الناس بإرادته جلت قدرته. فهل خطيئة مثلا أن تكون محترما؟ . هو سبحانه من وراء قصدي.