فستان ابيض وطقم اسود وليلة سعيدة.. رقص وغناء.. وهنا تنتهي السعادة ليبدأ الشقاء والعناء.. غير متفقين غير متفاهمين.
لا مسؤولية ولا توافق ولا نضوج.. وتستمر الحياة عام.. عامين.. خمسة عشر... في اي لحظة قد تنتهي.. مخلفة اسرة مدمرة نفسياً اجتماعياً واقتصادياً.. تنتهي بالانفصال.. والضحية هم الأطفال.. ينفصل الوالدان وتبدأ رحلة عذاب الأبناء.. اطفالا مشوهين نفسياً.. منقسمين عاطفيا.. حياة غير طبيعية.. ناقصة لا يوجد فيها استقرار مكاني او زماني..
فإذا كانوا عند الام شوهت سمعة الاب واذا كانوا عند الأب شوهت سمعة الأم - إلا من رحم ربي من العقلاء من يصبحون بعد الطلاق اصدقاء من اجل مصلحة الأبناء - وهناك حالات نعم تستحيل معها الحياة وتنتهي بالطلاق مع مراعاة شؤون الأبناء.. ولكن للأسف الاغلب لا يفكر في ذلك وتبدأ معاقبة الأبناء على ذنب لم يقترفونه.. بل هو غباء وجهل وتعصب من الاباء الذين يعمي قلوبهم الغضب.. ويصبح الأطفال أداة الانتقام ويكون مستقبلهم مظلماً لا محالة.. يُحرمون حنان وعطف ورعاية الأبوي.. فيبحثون عنه عند الغرباء وما اكثر الذئاب البشرية الذين يقـتـنـصون الفرص.. لتصبح حياة كثير من هؤلاء الأطفال في شقاء.. مع انتشار الفواحش والشواذ والفتن لم يعد هناك امان في هذا الزمن.. فتيات قاصرات يتزوجن بحثاً عن الأمان عند سماع اول كلمة حلوة جميلة تعوضهن عن الحنان من اشخاص مستغلين شاذين.. ويصبحن عرضة للتحرش.. لينتهي بهم الحال معنفات مقهورات عند عديمي الشرف والضمير والدين.. اما الفتيان فإنهم يضيعون في الشوارع بين مشردين او متحرشين .. ليبدأ فصل جديد لقصة جديدة من المعاناة.
فلماذا أيها الأبوان لا تخافون الله في ابنائكم.. فلذة اكبادكم.. وهنا ينتابني الفضول وسؤال في العقل يجول.. كيف يستطيع كثير من الرجال ان يناموا بعيداً عن ابنائهم.. لا يرونهم ليلاً ولا يطمئنون عليهم ولا يراعون شؤونهم؟ من قال ان الأبوة هي مال؟ ومن قال ان الأمومة حمل ورضاعة؟ الأب والأم اغلى من الذهب بالنسبة للأبناء .. فلماذا لا يستطيع الآباء إيجاد الحلول بعيداً عن الطلاق؟ ولماذا لا تكون الأم عاقلة وتبقى من اجل الأبناء؟ ولماذا لا يستطيع الرجل التجاوز عن الهفوات والاخطاء ؟ ولماذا لا نستطيع المسامحة ؟ فالحياة قصيرة أقصر مما تتخيلون فلا تطفئوا الحياة في عيون اطفالكم….