حين يذوب الثلج، تعود الحصاة حصاة
26-07-2010 05:02 AM
باختصار، هكذا تكبر كرة الثلج التي انطلقت حصاة صغيرة لا ترى بالعين المجردة..لتنتهي كرة من ثلج تكبر كلما انحدرت لنتلقاها قذيفة في الحضن، والحمد لله أنها تبقى كرة من ثلج.
شخص مغمور، مغمور جدا،لا علاقة له بالإعلام ولا الكتابة الصحفية، لكنه ومن يقف وراءه ماهرون بالتصيد في المياه العكرة، ولغياب الشفافية المطلوبة في المعلومات، قام هذا المغمور جدا، والمقيم في بريطانيا، وتحت اسم باحث أكاديمي، بكتابة ما يقشعر له البدن من ترهات طعنت في الأردن وشرعية الدولة فيه، ببساطة هكذا..
بالنسبة لهذا المغمور، أو من يكتب له، فالحكاية جدا بسيطة، مجرد التقاط «خط أحمر» والعبث به، وطرح هذا العبث للتداول، المهم أن يتم تداوله!! وطبعا هذا ما حصل..طرح عبثه في مواقع إلكترونية من خارج الأردن، وأحدها انتبه بذكاء للعبث فقام بقطع الطريق على العابث ومنع النشر، بينما موقع آخر يقتات على تلك الطفيليات، استمر بالنشر!
موقع إلكتروني محلي، وعبر شخص أخذته الحمية رد باستفزاز على المغمور، وعنون ما كتبه بمقولة الحجاج المأثورة عن رؤوس أينعت وحان قطافها، ليلتقط المغمور الكرة المرتدة والتي ينتظرها بفارغ الصبر، ويتوجه إلى السلطات الرسمية ويكتب أنه يتعرض لتهديد بقطع رأسه من قبل الأردن!!
الكاتب الأردني بالطبع لم يقصد قطع الرؤوس،ومتن مقاله ليس فيه أي دعوة للقتل! والاستخدام المجازي للعبارة تم توظيفه من قبل المغمور والموتور ومن يقفون خلفه لإثارة ضجة في أحسن أحوالها لن تتعدى زوبعة في فنجان، لكن من يحتاج زوبعة من أي نوع في ظروف صعبة وحساسة كالتي نمر بها الآن؟
مصدر أثق به في الولايات المتحدة، تواصل مع هذا المغمور لفترة من الزمن، وفي سياق حوارات طويلة بينهما، كان المغمور يؤكد أن هناك منظمات دولية تقف خلفه، وكل ما يحتاجه بعض الضجيج والإثارة الإعلامية ليصل إلى غاياته!!ويحتفظ مصدري المحترم برسائل موثقة من المغمور تؤكد أنه يفعل كل ما يفعل للحصول على لجوء سياسي في بريطانيا ليعيش فيها!!
يعني ببساطة، هنالك تفاهات تمشي على قدمين تعتقد بسهولة استهداف الأردن عبر لعبة إثارة إعلامية..لتحقيق غاياتها!! أتساءل هنا عن تلك الغايات، وغايات من بالضبط؟
أساس المشكلة كلها تكمن في الشفافية الحكومية من جهة، ومن جهة أخرى فإن هناك مسؤولية على الصحافة وأهلها، في البحث عن الحقائق وتثبيتها مسبقا لقطع الطريق على اي عابث بالمعلومات، لكن أين هي تلك المعلومات؟
لن نقع في سذاجة تأكيد المؤكد لنقول أن الأردن دولة، لأن الأردن دولة لها تاريخها وحضورها ودورها، وبالطبيعة أن يتم استهداف الأردن دوما، وهذا مؤشر على حيوية الدولة مهما اختلفنا على التفاصيل، لكن أن يستمرئ مغمورون استهداف الأردن، فإن هذا يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي مكنت هؤلاء من التجاسر والتطاول، ليمارسوا أدوار البطولة على حسابات وهمية غير موجودة.
كان يجب دوما فتح المنحدرات وإزاحة الثلج المتراكم، حتى لا تتعملق الحصاة الصغيرة بكل هذا الثلج، فتعتقد فعلا أنها كرة كبيرة...
Malik_athamneh@hotmail.com
الراي.