"أتحداك يا دمعي" مسلسل يوقظ حنين 20 عاما
هبة الكايد
07-01-2022 05:12 PM
ربما، وبدون مبالغة أن مسلسل أتحداك يا دمعي من أكثر المسلسلات التي لم تغادر ذاكرتي، وفي كل فترة لا إراديا نردد أنا وأختاي كلمات أغنيته، وكأنها مفتاحا لباب الماضي الذي عشناه معا بكل بساطته وبركته.
تفاجأت حين أخبرتني"عبسي" بأن المسلسل يُعرض على شاشة التلفزيون الأردني بلهفة يخالها كل من يسمعها انها تُخبرني بأمر لن يفرحني شيء قبله ولا بعده، وفعلا كانت ردة فعلي تأكيدا على أن ثقتها بمحلها.
بصراحة، لن يفهم مشاعري تلك إلا من عاش تلك الأيام بكل ما فيها من بساطة ورضا وبركة، واكتفاء بأقل القليل، كان هناك طعم مختلف لكل شيء حتى انه كنا نتذوق اللذة في أبسط الأشياء، وإن لم نجدها لا نتذمر ابدا بل نخلقها ونقتنع بما خلقناه لها.
نعم، لقد أثار هذا المسلسل حنين عقديْن من السنين من الدراما الجميلة التي أخذتنا برحلة من عبق الماضي نحو ثلة من فنانين تتوق العين لرؤيتهم، وأيضا نقلتنا إلى شكل الحياة قديما، إلى عمان كيف كانت، وإلى الجامعة الأردنية ومستشفاها، إلى الطرقات الهادئة، غير المكتظة بالسيارات والمحال والمجمعات والمولات، أعادتنا هذه الدراما إلى طبيعة لم نكن ندرك نعيمها إلا بعد زوالها.
شكرا للتلفزيون الأردني على هذه اللفتة، والرحمة لروح مخرج هذا العمل "محمد عايش" الذي استطاع بتوفيق من الله وفريق العمل أيامها أن يُدمع عيون كل من تابع هذا المسلسل على مدار حلقاته كلها، صغيرا كان ام كبيرا، كما واستطاع الآن بعد إعادة عرضه ان يغرس ذات الإحساس في متابعيه من الجيل الحالي، وهو تأكيد لعظمة العمل ومناسبته لكل زمن سواء بقضيته او حتى بتسلسل أحداثه.
وإنها فرصة لنعترف بجمال الفن الأردني وعذوبته وجاذبيته رغم قلة إمكانياته وبساطتها.