الانقسام الفلسطيني ومبرراته ..
سلامه العكور
26-07-2010 04:03 AM
مهما كانت مبررات حركتي فتح وحماس لاستمرار هذا الانقسام الخطير في وحدة الصف الفلسطيني ، فانها لن تقنع مواطنا فلسطينيا او عربيا او اسلاميا واحدا...
صحيح ان لدى كل طرف اسبابه الموضوعية وغير الموضوعية التي لا تجعله يقترب بموقفه من الطرف الاخر وصولا الى تحقيق التوافق الوطني ... ولكن هذه الاسباب يجب ان تتلاشى امام خطورة هذا الانقسام العمودي والافقي الناشب في الصف الوطني الفلسطيني...
واذا كانت الوثيقة المصرية المطلوب من حركتي فتح وحماس او من احداهما التوقيع عليها عقبة في طريق الوفاق الوطني فان على حركتي فتح وحماس القفز عن هذه الوثيقة وعدم جعلها مبررا لاستمرار هذا الانقسام في الصف الفلسطيني ...
فهذه الوثيقة ليست مقدسة ، ومثلما تم التوصل اليها بالحوار ، فان الحوار كفيل بالتوصل الى غيرها من التفاهمات التوافقية التي تنهي هذا الانقسام ..
المهم ان يكون لدى كل طرف ايمان بضرورة انهاء هذا الانقسام وايمان بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية على اساس الثوابت الوطنية والتمسك بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف داخل حدود «4 حزيران 1967» ...
وفي ظني ان حركة حماس تقبل بذلك «ولو مؤقتا حسب استراتيجيتها « ...
قد تكون امتيازات السلطة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة مغرية جدا ، ولكن السلطة تحت الاحتلال الاسرائيلي العنصري والحواجز والقيود والحصار وهدم المنازل وعمليات القتل الجماعي وحملات الاعتقال والاستيطان الذي يلتهم ثلثي الضفة الغربية او اكثر هي امتيازات بائسة ومذلة بل ومخزية ...
واستطيع الزعم ان استمرار هذا الانقسام الافقي والعمودي في الصف الفلسطيني وبفعل متعمد من حركتي فتح وحماس من شأنه ان يفقدهما شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي الشتات ...
فالحركة ،اي حركة او اي منظمة ، لا تضع وحدة شعبها ووحدة قواه الحية على رأس سلم اولوياتها الكفاحية هي حركة او منظمة غير جديرة بتمثيل شعبها او جزء منه ...
ولنتذكر كيف ان الزعيم الفيتنامي الراحل «هوشي منه « وهو زعيم للحزب الشيوعي قد ضم القوى اليمينية ورجال الدين على مختلف معتقداتهم الى حركة التحرير الفيتنامية وقاد شعبه حتى النصر المظفر على اكبر قوة استعمارية في العالم ..
ان الحكومات الاسرائيلية ظلت تلعب على الانقسامات بين قوى المقاومة الفلسطينية فتغازل هذه وتتشدد ضد تلك حتى استطاعت ان تبتلع الجزء الاكبر من الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن القدس الشرقية وضواحيها .. والان تدرب قوات خاصة لتنفيذ مؤامرة عنصرية بغيضة ضد المسجد الاقصى والقبة المشرفة ، فها تفتح حركتي فتح وحماس والفصائل الاخرى عيونها على ما يجري حولها ؟!!..الرأي