اقترب الرجل من جموع الحاضرين ترجّل عن فرسه ثم قال: يا وجوه الخير يا ابناء قرية «طاسة وضايعة» جئتكم داعيا الى عرس ولدي «مصطفى فغاغا» يوم الجمعة القادم في قريتنا «طعّة وقايمة» وأرجو الاّ يتخلف أي منكم عن الحضور..فوعده الحاضرون بالمشاركة ثم حمّلوه عبارات المباركة الصادقة، فأدار فرسه وانصرف الى قريته..
في صباح الجمعة الباكر، تجهز الأخوان وأبناء العمومة للمشاركة في عرس «فغاغا»..وعندما وصلوا الى منطقة محايدة بين قرية «طاسة وضايعة» و»طعة وقايمة»..أوقف المسير احدهم منبّهاً: يا جماعة!! ماذا لو التقانا قطّاع طرق أو «جهّادين بلا».. وكانوا بمثل عددنا او اكثر قليلاً!!..سكت الجميع ثم سألوه: ماذا تقصد؟..قال وهو يلف ثوبه حول خصره: لا بد من الاستعداد لذلك..لذا اقترح مشاجرة أخوية ولو كانت دامية بعض الشيء لكنها تحصننا وتؤهلنا وتدربنا على مواجهة العدو المحتمل..فوافقه الجميع واختار كل واحد منهم عدوا محتملا من أقاربه أو أشقائه ..عندها تطايرت الاصابع «ومصّعت» الأذان و»هرّت»الأسنان وجذعت الأنوف و»معّطت» الشعور، ووصل الدم للركب..
مع مغيب الشمس تعب المتقاتلون، فبادر صاحب الاقتراح الأول قائلاً: «الله يعطيكوا العافية شباب..هيك تمام..شو رايكو نرجع ع قريتنا لأنه غابت الشمس» فعادوا الى قرية طاسة وضايعة ولم يحضروا العرس كما لم يصادفهم أي قاطع طريق..
***
ما يحدث هذه الأيام من مشاجرات دامية، وانقسامات محزنة ..أثناء التحضير للخروج بمرشح «اجماع» .. ينذرنا بأن المجلس القادم «مجلس نزاق» و»ايده فرطه»..
***
غطيني يا كرمة العلي بلحافين.. قشعر بدني.
ahmedalzoubi@hotmail.com