جالس في مكتبه، أمامه كوب من القهوة التي أصبحت باردة كالصقيع... شارد الذهن.. عيناه البائستان لا تفارقان عقارب الساعة القابعة على الحائط؛ مترقباً أن تدق ساعة نهاية الدوام، وقد اكتسى وجهه بملامح الحزن العميق.. الذي أصبح ملازماً له طيلة الوقت.. فهو يأتي كل يوم لعمله، يراقب الساعة.. ينتهي الدوام.. فيغادر.. وهكذا... في كل يوم تقل انتاجيته أكثر عن اليوم السابق.. حتى انعدمت تماماً وانطفأ يمان.. يا ترى ما السبب؟
كل ذلك بسبب الكلمات القاسية التي وجَّهها له زميله أمجاد.. أعرف سبب صادم! صحيح هي كلمات، لكن رجع صداها ثقيل على القلب.. فقد أصيب يمان بمتلازمة القلب المكسور.. لحظة.. متلازمة القلب المكسور!! وهل للقلب المكسور متلازمة؟! أجل.. هي حالة مؤقتة تنتج بعد المواقف التي تثير العواطف بشكل كبير وقد تسمى أيضاً بإسم اعتلال عضلة القلب الإجهادي، تصيب الإنسان بألم في الصدر أو بالأحرى في القلب، إضافةً لضيق التنفس؛ وذلك بسبب عوامل عديدة مثل: وفاة شخص عزيز.. رهاب الكلام أمام جمهور كبير.. مشادّات ومحادثات كلامية حادة.. كلمات قاسية.. وعوامل عديدة أخرى.
لذلك دائماً على الإنسان فينا أنْ ينتبه جيداً لأقواله.. كلماته.. كيف تكون وقعها على غيره.. لِيَقِسْ على نفسه أولاً.. فإذا ارتضى كلماته لنفسه، فليقلها لغيره.. وإلا فلا يفعل.. لأن الكلمة القاسية وَقْعُها أصعب على النفس من الموت.. وانتبه أنْ ترمي حديثاً لا يزول أثره بسهولة.. وتبقى تلك الندبة بقلب أحدهم للأبد.