رشيد عساف يتعلم من العضايلة
علاء الطراونه
28-06-2007 03:00 AM
لأول مرة أعرف بأن من قام بلعب دور غليص في مسلسل " راس غليص " الذي بثته الفضائيات رمضان الماضي هو الطفل محمد العضايلة كما كانت المرة الأولى التي أعرف فيها ايضا بان من لعب دور الطفل زواد هو الطفل أيمن العضايلة وبداية فلبعذرني كل من محمد وأيمن لأنني وصفتهما بالأطفال لكن أعمارهما تتطلب ذلك الوصف وبعيدا عن مسالة السنين تلك فانا قد رأيت فيهما رجلين محاصرين بأجساد الطفولة لا أكثر .كيف مضت كل تلك الأيام ولم أعرف بان الطفل الذي حاز على اعجاب المشاهدين في كافة أرجاء الوطن العربي هو أردني من الكرك ولماذا كنت أكتفي بمشاهدة بداية المسلسل متجاهلا اشارته التي كانت توضح اسماء العاملين في المسلسل؟ ... يا ألله كم ضيعت على نفسي من فخر واعتزاز طوال تلك المدة .
لست مستغربا .. ولا مندهشا .. فكم أنجبت الأدرن مبدعون بالفطرة , ولكن من تابع الطفلين عبر برنامج يوم جديد أمس يلاحظ فيهما شيئا آخر غير الابداع , يلمح فيهما ذلك التمرد المسكون بعظمة البتراء وذلك الاصرار الاردني على صناعة المستحيل .. لم تأت بهما الى الأضواء مؤسسة الواسطة بل تم اختيارهما من على خشبة أحد المسارح من قبل مخرج لا يعرفهما ولم يعرفهما قبلا ليثبتا نجاحا هائلا في أول تجاربهمها التلفزيزنية الدرامية .
يتحدث الطفلان وكأنك تستمع لخبراء في الدراما يناقشون مقدمة البرنامج بأحلامهم وطموحاتهم .. تصوروا أن محمد " غليص " يفكر بالاخراج جديا أما أيمن " زواد " يطمح لأن يكون مخرجا ولا بأس بالسينارست أيضا وقالوا بكل عفوية أيضا " لم نغلب المخرج أثناء التصوير " ولم يكن بحاجة لتصوير المشهد أكثر من مرة فقد كنا نتدرب في المنزل كثيرا مع والدتنا ...
الا ان أكثر ما استفزني للكتابة هي اجابة محمد على سؤال وجهته له مقدمة البرنامج حول اذا ما أصابته الرهبة لدى مواجهته لنجوم العمل الكبار الذين شاركوا في المسلسل ليشير الى رهبة بسيطة في البداية ومضيفا بأن النجم العربي الكبير رشيد عساف كان يحرص على الجلوس معي وتعلم حركاتي حتى أنه كان يحاول تقليد جحرة عيوني لأقفز في تلك اللحظات وأقول بكل عفوية : " يسعد لي عيونك ويسعد جحرتك " .. لا تستغربوا من جديد رشيد عساف يقلد محمد ويتعلم منه جحرات العيون ...
هناك الكثير ليقال في محمد وأيمن العضايلة وهنالك الكثير مما يصعب قوله أيضا ... لكننا اعتدنا في مثل تلك الحالات أن نسمع الأصوات التي تنادي بالتفاتة حكومية لهؤلاء الأطفال المبدعين وضرورة أن تتكفل الحكومة بمؤسساتها ووزاراتها ذات الشأن بمثل تلك المواهب ... اما انا فلا أريد أن تلتفت لهما الحكومة ولا أريد أن تتدخل في ابداعهما أبدا فنحن بالنهاية جزء من دراما يومية محزنة نعيشها قسرا من انتاج واخراج الحكومة وعليهما ان يخرجا من ذلك المسلسل القسري وينطلقا لآفاق أكثر رحابة ستقودهما الى النجومية ورفع اسم الأردن عاليا ذلك الحلم الذي تكرر ذكره من قبلهما أكثر من مرة خلال المقابلة ..
الى محمد وأيمن : ان معظم من رفعوا اسم الأردن عاليا لم يقدم لهم الأردن بداية أي شئ .. لذا اذا أردتم المضي في أحلامكما فلا تنتظرا مساعدة من أحد .