الأصل في الشخصية السوية ان تكون منسجمة مع نفسها متوافقة مع أفكارها ومتصالحة مع ذاتها. وان تكون مستوعبة للأحداث مع حسن الفهم والادراك وتخطي العقبات وتجاوز الهفوات والبعد عن المغالطات والترهات وان لا تكون شريدة الذهن وحبلها متروك على الغارب تقلب نفسها يسرة ويمنة كاغصان الأشجار التي يحركها الريح حيثما دار واستدار.
صيانة النفس وحملها على ما يزينها يديم عفتها واستقامتها وبريقها ويحفظ لها توازنها وموضوعيتها ويؤلف لها موقفا مبدأيا وسمعة وجلالا وتقديرا وكرامة لا ينقطع اريجها ولا يتبخر عبقها ولا تزول زهوتها وتبقى في كفة الميزان الراجحة يذكرها الذاكرون بمواقفها وثباتها ورشدها وانفتها.
الوعي بين الناس قائم ومتماثل والادراك صرخة المشاهد والملاحظة عبرة لكل سائل ونطق بكل ما هو ماثل والعيون مبصرة لما يقال والاذان تسمع كل قائل والحصيف لا يغيب عنه حاضر او غائب والكنانة تنثر ما فيها في كل جانب والشمس في كبد السماء منظورة لكل راغب.
يصارع العقول وأصحاب المواهب كل ناطق وذاهب وهو جالس على كرسيه وصاخب يصدر الأحكام ليرضي بها أصحاب الشوارب واذا فقد مقعده انقلب إلى الضد كالطحالب موسوس متقلب متجاذب ومتناقض بين الأمس والحاضر جفت عروقه عندما اسرف فب المقالب وفقد حياءه من كثرة المآزق ولا يبالي وان عرف عنه الأقارب والأغارب.