الوزني يكتب: مقاربة استشراف المستقبل "الميتافيرس" في الهيكلة والتطوير الإداريد . خالد الوزني
05-01-2022 08:07 AM
التحوُّلات العالمية تتجه اليوم إلى فضاء معرفي جديد قوامه الرقمنة، واستشراف المستقبل عبر وسائل معرفية تقوم أساساً على الرشاقة وهيكلة العمل المؤسَّسي بما يتناسب والتوجُّهات العالمية في إنجاز المعاملات عن بُعد من جهة، وتخفيف وتبسيط الإجراءات وهندستها إداراياً ومالياً من جهة ثانية. وقد أضحى التوجُّه العالمي نحو الاستشراف المستقبلي علماً متكاملاً، وخرج إلى حيِّز الوجود بطروحات عالمية مستقبلية، تحت مسمّى الميتافيرس "Metaverse"، وهو منهجية علمية ذات مقاربات تجمع بين علم المستقبل وفضاء التطورات العالمية. وقد أظهرت التطورات العالمية اليوم، أنَّ فضاء العالم الافتراضي لم يعد محض خيال، ولا يقتصر على شغفِ إنجاز العمل عن بُعد، أو التحوُّل من العمل الورقي إلى العمل الإلكتروني، ذلك أنَّ التحوُّلات التي يشهدها العالم في فضائه البيئي الأخضر، والمهني المتطور، والوظيفي الحديث، وحتى التنموي الممتد على مساحة عالمية شاسعة، فرضت مجموعة من الاختراقات التي تقوم أساساً على حسن استغلال ما توافر في مسبار سحابات البيانات الكبرى، وما تقدِّمه وسائل التحليل الرقمي، وتَوَسُّع وانتشار العمل بشبكات المعلومات عبر ما بات معروفاً للجميع بإنترنت الأشياء، وعالم الروبوتات، ومنافذ سحابات تخزين البيانات غير المحدودة بنطاق أو أحجام. وقد تواءم ذلك مع تطوُّرات نوعية في سُبل استشراف المستقبل، ليكون علماً متفاعلاً متطوراً يقوم أساساً على التحوُّل من منظومة البيانات إلى فضاء المعلومات، ومن ثمَّ نحو قواعد المعرفة، وانتهاءً باستشراف سُبل المستقبل عبر الحكمة التي توظِّف المعرفة، والتي تخدمها قواعد البيانات الضخمة، وسحابات تخزين البيانات، والذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والواقع المُعزز. وأخيراً وليس آخراً، فإنَّ استشراف المستقبل، في عالم الميتافيرس، بات قوامه الرشاقة الخلّاقة، التي تبحث بنَهَمٍ عن كلِّ ما يُسهِّل حسن استغلال الموارد الطبيعية والبشرية، وحسن استغلال الوقت في إنجازٍ مميَّزٍ استباقيٍّ مُتطوِّرٍ ومتقدِّمٍ عن كلِّ ما نعرفه اليوم وفي الغد القريب من إنجازات. ميتافيرس، هو الحقيقة الواقعة اليوم لقراءة مستقبلٍ متطوِّرٍ يصنعه القادرون على قراءة وتحليل البيانات، وتكوين المعرفة، وهو عالم ما بعد الحداثة، والتطورات الطبيعية نحو فضاءٍ لا سقف له، ولا قيود تمنع الإبحار في سمائه، في نظام اقتصادي بعيد المدى سريع التطوُّر متسارع النفاذ، قوامه أنظمة معلومات تسهِّل تحقيق التنمية، واستغلال النظام المالي والنقدي والتجاري لرفع سوية استغلال العنصر البشري، وإنتاجية الموارد الطبيعية، ومستويات الربط والارتباط مع العالمية، والنفاذ إلى الأسواق، والأذواق، وتحويل وتحوير السلوكيات الفردية والمؤسسية، وفرض أنظمة دفع وتسويات مالية عبر استغلال العملات المُشفّرة، والرقمية، وما بعد الرقمنة من عالم الدفع المالي غير المرئي. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة