قبل عشر سنوات سموه ربيعاً عربياً نجح في تونس وفشل في الشام، وسموه ثورة للشعوب ضربت ليبيا وضربت في اليمن، فما رأينا الناجح بأفضل من الفاشل ولا رأينا ضارباً إلا مضروباً على رأسه في كل هذه الدول.
حرائق انتشرت على مدار عشر سنوات، وموت حطم الأرقام القياسية بمستوى الرعب، ودول تتمنى لو تعود بها الأيام ليلعنوا كل الكلام المعسول الذي وعدوا به من حركات وأحزاب وثقوا بها فما وجدوا عندها إلا السراب.
الأردن نجا وسينجو بإذن الله، ويدخل الآن في مرحلة تحديث للدستور ترفع المشاركة الحزبية في المجالس والحكومات، وهنا يجب أن يرتفع الصوت عالياً أن لا ندع مؤسساتنا السيادية أو أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة أن تكون في يوم عرضة للتحكم بها من قبل أي من الأحزاب أو التكتلات السياسية.
قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية بنيت بقيادتها الهاشمية وتضحيات وشهداء أبنائها في القدس والكرامة وغيرها من معارك البطولة، وذادت عن الوطن خلال أحداث عصفت على مدار مئة عام وصمد فيها الأردن... هكذا كانت وكذلك ستبقى بقيادتها الهاشمية.
وفي الجانب الآخر، سباب وشتائم وضرب "بوكسات" كان أول رقص الحنجلة، واستعراض للبطولات واستقواء وتنمر ونحن في أول الطريق، هكذا بدأ نقاش أصحاب الحركات والتيارات والأحزاب، فما بالنا لو كان بأيديهم أسلحة وطائرات وحاملات جنود؟
مجلس أمن قومي يقوده الملك بتوجيهاته الحكيمة ويحافظ على الجيش والأمن وعلى مصالح الوطن، هو مطلب شعبي راسخ، وهو ما نريده ونحتاجه لنواجه به الأيام، ونقطع الطريق على أي عابر سبيل أو قافز فوق حدود التاريخ والدول.
نعم، لا نرضى بغير عقيدة جيشنا واجهزتنا الأمنية، ولا نرضى بغير الله والوطن والملك