ان ما نمر به حاليا من تخبطات وارتباكات مختلفه ناتجة عن عدم تنظيم حقيقي على مستوى السياسة الحكومية بل وتعاظم هذه الامور ضمن حالة من الضبابية وانعدام الشفافية وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وعدم الالتقاط الحقيقي والجدي لرسائل سيد البلاد يزيد من حالة الاحتقان الشعبي وعدم الرضا، وان الناظر للمشهد يجزم بأن الخطط والاستراتيجيات ما هي الا حبر على ورق ضمن نهج حكومي تجميلي لتمكين الشباب.
ان الشباب وما يعول عليهم ضمن المرحلة القادمة مرتبط بجدية تمكينهم في النواحي المتعددة سواء سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا خصوصا ونحن على مفترق طرق وضمن مستويات بطالة واحباط بين الشباب لم نسبق لها مثيل خلال السنوات المنصرمة، ان استمرار هذا الوضع بتفاقم ودون اخذه على محمل الجد سوف يكون له انعكاسات نتمنى ان لا يكون تداعياتها سلبية على مسيرتنا الوطنية.
نحتاج الى يكون هنالك تركيز حقيقي على المشاريع المنتهية بالتشغيل , وبناء القدرات وتدريب وتأهيل الشباب وادماجهم في مشاريع تنموية صغيرة ومتوسطة، والاهتمام بشكل حقيقي برواد الاعمال وبمفهوم ريادة الاعمال وتمكين الشباب , ضمن خطط استراتيجية وخطط تشغيلية مرتبطة بزمن وواضحة وذلك للخروج من ازمة الثقة التي نعاني منها حاليا مع الحكومة واجهزتها المختلفه ضمن خططها ومنهجيتها في العمل، ان الوضع اصبح بحاجة حقيقية للوقوف عنده وعلى تداعياته التي ممكن ان تؤثر بشكل مباشر على الامن الوطني.
ان البوصلة لنا هي الاردن، ودائما الاردن والاردنيين يستحقون الافضل، ان ما يحدث من ممارسات غير توافقية من قبل بعض الجهات الداخلية وما جرى في مجلس النواب من احداث اخيرة تنذر بشكل حقيقي للوقوف على محاور الوضع وما يتضمنه من عدم انتظام في الطرح والتجانس الفكري، فنحن امام تحديات وتهديدات حقيقيه بعون من الله نتمنى ان نتجاوزها بقيادتنا الحكيمة وان يكون هنالك فريق حقيقي وطني ذو نظرة استشرافية مستقبلية مبنية على اسس وطنية وجذورها وهويتها اردنية ضمن تفعيل المواطنة الصالحة ودولة المؤسسات والقانون.
دائما وابدا الاردن يستحق الافضل ونتمنى لهذا الوطن المعطاء المضياف الخير.