إسترجاع دورنا الإقليمي هو الحل
شحاده أبو بقر
04-01-2022 05:26 PM
كتبنا الكثير حول تراجع دورنا الإقليمي الفاعل الذي كان ونصحنا بالعمل على إستعادته بكل الوسائل، والمبرر في نظرنا، هو أن هذا الدور كان "رصيدنا" السياسي الكبير ليس على صعيد عربي فقط، وإنما على صعيد دولي وعالمي أيضا، عندما كانت "عمان" محجا سياسيا لقوى النفوذ العربي والدولي المهتمة بقضايا المنطقة.
وإنطلقنا في كتاباتنا تلك من مقولة "أردن ب صفر" خصوم، قادر على أن يتحرك إيجابيا في كل الإتجاهات، وأن يبني علاقات تفاهم وثقة متبادلة مع سائر دول الإقليم عربية وغير عربية، وفي هذا واقع يجعل الجميع بحاجة تحرك أو موقف أو كلمة منا مع هذه الدولة أو تلك.
اليوم ومنذ ثلاثة عقود، جميع دول الإقليم تعاني ومن ثلاثة مصادر للمعاناة هي.. الكيان الإسرائيلي وإيران والولايات المتحدة الأميركية، وهذه المصادر ذاتها تعاني هي الأخرى جراء خلافاتها المستعصية على خلفية المشروع النووي الإيراني، وسوى ذلك من خلافات.
"إسرائيل" سعيدة بإطالة أمد التدخل الإيراني حتى لو تظاهرت بغير ذلك، فهو في نظرها مبرر لجلب عرب آخرين نحوها، عندما تظهر نفسها كقوة فريدة بمقدورها كبح جماح التمدد الإيراني، في وحول دول عديدة.
هذا الواقع الصعب عربيا وإيرانيا وحتى أميركيا وأوروبيا، يبحث عن "رجل رشيد" على هيئة دولة نابهة إن جاز الوصف، للتدخل إيجابيا بهدف تقريب المسافات السياسية ووجهات النظر المتضاربة حول قضايا المنطقة، والتي تتهدد جميعها دول وشعوب المنطقة بخطر شديد.
في تقديري المتواضع.. لا يوجد سبب قاهر يمنع الأردن من التحرك إيجابيا سرا وعلانية معا، ولدى كافة أطراف النزاع دولا ومنظمات وحركات لإحداث حراك سياسي سلمي يسهم في تحريك ما إستعصى لجهة البحث عن قواسم مشتركة تفضي إلى حلول سلمية عادلة تنهي معاناة شعوب منكوبة ودول منكوبة وأوطان منكوبة أيضا.
تحرك إيجابي أردني كهذا، سيعزز كثيرا دورنا المرجعي الإقليمي حتى لو واجه حاسدين ومناكفين إبتداء، فهو تحرك شريف سترحب به الشعوب المنكوبة قبل حكامها، وسيقنع دوائر النفوذ الدولي بأهمية وجودنا ودورنا وقدرتنا على إحداث فرق واضح في مسائل تقض مواجعهم ومواجعنا معا.
ما الذي يحول وكما كتبت سابقا، دون أن نتدخل إيجابيا في حرب اليمن، وفي أوضاع سورية والعراق ولبنان، وما الذي يمنع دون أن نتقدم لاحقا، بمشروع سلام أردني شامل لقضية فلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومن خلال مؤتمر دولي ذي صلاحيات!!!.
بإختصار .. إن لم نستعد دورنا المرجعي الإقليمي الذي كان وبقوة المنطق، فسنظل نعاني داخليا وخارجيا ولن نتمكن من الخروج مما نحن فيه من مشكلات مستعصية.
إذا ما إقتنعت دولتنا بذلك، فالأمر يتطلب فريق عمل سياسي مجرب من رجال ثقات يضعون الخطة وفصولها وسبل الشروع فيها ومتى وأين وكيف، وأنا على يقين من أننا سننجح برغم ما سنواجه من صعوبات.
الله من أمام قصدي..