لا تحمل الانتخابات البلدية العمّانية الكثير من الاثارة ، وتبدو عمان غير مهتمة بانتخابات أمانتها الكبرى ، مع أنّ كلّ شيء فيها يتعلق بالأمانة التي باتت تلعب دوراً يفوق ما حدّده لها القانون ، نتيجة لأسباب عديدة ، ليس هنا مجال الحديث عنها.
وعلى الرغم من أنّ الحديث عن التطورات التي تشهدها المدينة يستغرق كلّ المجالس ، والانتقادات تكاد تكون يومية ، إلاّ أنّه حين يصل الأمر إلى العمل على الأرض ، يبتعد العمّانيون ، ويبدو أنّ السبب هو في قناعتهم أنّ الانتخابات لن تغيّر شيئاً ، فالتعيين في آخر الأمر سينسف أية نتائج.
وكان غريباً جداً أن يفوز مرشّحون في الانتخابات الماضية بالتزكية لمجرّد أنّ الآخرين يستنكفون عن طرح النفس للخدمة العامّة ، وعلى العكس ، تماماً ، فإنّ الانتخابات البلدية خارج العاصمة تشهد تنافساً واضحاً ، وتحمل شكل الإثارة الحقيقية.
وبصرف النظر عن الأسباب التي قد تعود إلى العشائرية والأسباب المحلية ، فإنّ النتيجة هي المهمّة ، حيث تفاعل الناس مع بعضهم بعضاَ ، وتشكّل التحالفات ، وطرح الشعارات ، والإحساس بالمشاركة ، الأمر الذي يعتبر من أهمّ ما تحمله أيّة انتخابات من إيجابيات.
ويبقى أنّ ظاهرة عمّان عصيّة على الفهم ، اللهم إلاّ إذا كان العمّانيون راضين عن مسيرة أمانتهم عبر السنوات ، ولا يريدون تغييراً في هيكليتها ، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق ، وخصوصاً خلال الأشهر القليلة الماضية.